سلسلة “إظهار الوجه الحقيقي للأتراك العثمانيين” (1)
إبطال كيد الأتراك العثمانيين ضد الإسلام والمسلمين..
- (الجزء الأول) (مُلك العثمانيين أسّس على قتل الأولاد والأخوة والآباء)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتَّبع هداه،
أما بعد، فإن ملك الأتراك العثمانيين قد أُسّس من البداية على سفك الدماء المحرّمة واستحلال الحرمات، فقام على قتل الأب لولده، وقتل الولد لأبيه، وقتل الأخ لأخيه، بل قتل الرُّضَّع؛ صراعًا على الملك والرئاسة!
وقد جاء في تاريخهم الأسود وقائع في هذا الباب يندى لها الجبين تدل على خسّة في الطباع، وغدر وخيانة في الفعال لا تصدر من العدول الأتقياء بحال من الأحوال!
قال محمد فريد في “تاريخ الدولة العليَّة العثمانية” (ص51-52): “ومما زاد الحطَّ على هذه الدولة الاسلامية عدم اتفاق أولاد بايزيد على تنصيب أحدهم بل كان كلٌّ منهم يدعي الأحقيَّة لنفسه، فأقام سليمان في مدينة أدرنه حيث ولاَّه الجنود سلطانًا،ولأجل أن يستظهر على إخوته عقد محالفةً مع ملك الروم (إيمانويل الثاني)، وتنازل له عن مدينة سلانيكوسواحل البحر الأسود لينجده على إخوته الباقين، ولزيادة الوثوق منه تزوج أحد قريباته.
وكان محمد بن بايزيد يحارب جنود تيمور لنك في جبال الأناضول واستخلص منهم مدينتي توقات وأماسيا.
أما عيسى فلمَّا بلغه خبر وفاة والده جمع ما كان معه من الجند بمدينة بورصة حيث كان مختفيًا،وأعلن نفسه خليفة آل عثمان بمساعدة القائد (ديمورطاش باشا)، ومما يوجب الأسف والحزن أن استنجد كلٌّ من هؤلاء الثلاثة بتيمورلنك سبب هذه الفتن والمفاسد فقبل وفودَهم بكل ارتياح وشجَّعهم على المثابة والثبات في الحرب يريد بذلك إضعافهم ببعضهم حتى لا تقوم للدولة العليَّة بعدهم قائمة،فسار محمد لمحاربة أخيه عيسى وهزمه في عدة مواقع وقتله في الأخير منها، ولم يبق له بعد ذلك منازع من إخوته في آسيا الصغرى واستخلص أخاه موسى بعد ذلك من أمير كرميان وسلَّمه قيادة جيش جرَّار أرسله إلى أوربا لمحاربة أخيه سليمان فلم يقو عليه بل انهزم أمامه وعاد مقهورًا، ثم جمع جيشًا آخر، وعاد إلى أوروبا وحارب أخاه سليمان وقتله خارج أسوار مدينة أدرنةفي سنة 1410″.
قلت: تأمل معي كيف تصارع أولاد بايزيد على الملك حتى قتل بعضهم بعضًا، بل قام سليمان بالتحالف مع ملك الروم (إيمانويل الثاني) ضد إخوته، بل مكّنه من أجزاء من بلاد الإسلام؛ كي يعينه على أخوية.
بل استعان الثلاثة بعدوهم المشترك تيمورلنك الذي أخذ يلعب بهم جميعًا لإضعافهم جميعًا.
وقال محمد فريد في (ص54-55): “ولد السلطان مراد الثاني سنة 806ه الموافقة سنة 1403م، وتولى سنة 824هـ الموافقة سنة 1421م بعد موت أبيه وعمه ثماني عشرة سنة…”، إلى أن قال: “وذلك أن إيمانويل طلب منه أن يتعهد له بعدم محاربته مطلقًا، وأن يسلِّمه اثنين من إخوته تأمينًا على نفاذ هذا التعهد، وتهدِّده بإطلاق سراح عمه مصطفى بن بايزيد،ولَمَّا لم يجب مراد الثاني لطلبه أخرج مصطفى من منفاه وأعطاه عشرة مراكب حربية …”، إلى أن قال: “فتقدم مصطفى وخطب في العساكر بإطاعته؛ لأنه أحقُّ بالملك من ابن أخيه فأطاعته الجيوش وقتلت بايزيد باشا قائدهم فسار مصطفى بعد ذلك لمقابلة ابن أخيه مراد الثاني الذي كان متحصنًا مع مَن معه من الجنود خلف نهر صغير، وهناك خانه بعد قواده، وتركه أغلب جنوده حتى التزم الهروب إلى مدينة جاليبولي،فسلَّمه بعض أتباعه إلى ابن أخيه مراد الثاني فأمر بشنقه“.
قلت: هكذا غدر وخيانة من الجنود لقائدهم، ومن الأخ لأخيه، وابن الأخ لعمّه دون تقوى لله عز وجل، ولا تحكيم لشرعه سبحانه، إنما صراع خسيس على ملك زائل لا قيمة له!
وقال محمد فريد في (ص58): “السلطان الغازي محمد الثاني الفاتح: ولد السلطان في 26رجب سنة 833 الموافق 20 ابريل سنة 1429، وهو سابع سلاطين هذه السلالة الملوكية”.
وقال (ص59): “وبعد أن أمر بنقل جثة والده إلى مدينة بوصة لدفنها بها،أمر بقتل أخ له رضيع اسمه أحمد”.
قلت: فإن كان محمد الفاتح –فاتح القسطنطينية- بهذه المثابة فكيف بغيره؟!
أرأيتم هذه البشاعة التي لا تعهد إلا من أحطّ وأخس الأمم؟!
يقتل أخاه الرضيع الذي لم يرتكب ذنبًا لأجل وساوسه الشيطانية التي ربّي عليها من قبل آبائه وأجداده الذين زرعوا في نفوس أبنائهم هذا الحرص الرخيص على ملك خسيس!
وقال محمد فريد في (ص68): “توفي السلطان أبو الفتح محمد الثاني عن ولدين أكبرهما بايزيد المولود سنة 851هـ ….”، “وثانيهما: جم المشهور في كتب الإفرنج باسم البرنس (زيزيم)، وكان حاكم في القرمان فأخفى الصدر الأعظم قرماني محمد باشا موت السلطان محمد حتى يأتي أكبر أولاده بايزيد، ولكنه لشدة ارتباطه ومودته بالأصغر أرسل إليه سرًّا يخبره بموت أبيه كي يحضر قبل أخيه الأكبر ويستلم مقاليد الدولة، ولما أذيع هذا الخبر ثار الإنكشارية على هذا الوزير وقتلوه وعثَوا في المدينة سلبًا ونهبًا وأقاموا ابن السلطان بايزيد، واسمه (كركود) نائبًا عامًا عن أبيه لحين حضوره….”، إلى أن قال: “وكان السلطان بايزيد الثاني ميَّالاً للسلم أكثر منه إلى الحرب مُحبًا للعلوم الأدبية مشتغلًا بها، ولذلك سمَّاه بعض مؤرخي الترك بايزيد الصوفي، لكن دعته سياسة الدولة إلى ترك أشغاله السلمية المحضة والاشتغال بالحرب، وكانت أول حروبه داخلية، وذلك أن أخاه جم لما بلغه خبر موت أبيه سار على الفور مع من حاذ به ولاذ به قاصدًا مدينة بورصة فدخلها عنوة بعد أن هزم ألفي انكشاري، ثم أرسل إلى أخيه يعرض عليه الصلح بشرط تقسيم المملكة بينهما فيختص جم بولايات آسيا وبايزيد بأوروبا، فلم يقبل بايزيد بل أتى إليه وقهره بالقرب من مدينة (يكي شهر)….، وتبعه حتى أوصله إلى تخوم البلاد التابعة لمصر”.
وقال في (ص69): “ثم حاول الأمير الصلح مع أخيه بشرط إقطاعه بعض الولايات،ولَمَّا رفض السلطان هذا الطلب الذي لا يكون وراءه إلا انقسام الدولة أرسل الأمير جم رسولاً من طرفه إلى رئيس رهبنة القديس حنا الأروشليمي برودس منه مساعدته على أغراضه فقبلوه عندهم بالجزيرة“.
وقال: “وبعد قليل وصلت إلى الجزيرة وفودمن السلطان بايزيد لمخابرة رئيس الرهبنة على إبقاء أخيه جم عندهم تحت الحفظ، وفي مقابلة ذلك يتعهد لهم السلطان بعدم التعرّض لاستقلال الجزيرة مدّة حياته ويدفع مبلغًا سنويًّا للرهبنة المذكورة قدره 45 ألف دوكا، فقبل رئيسهم ذلك وأوفوا بوعدهم ولم يقبلوا تسليمه إلى ملك المجر أو إمبراطور ألمانيا اللَّذين طلبَا إطلاق سراحه ليستعملاه آلة في إضعاف الدولة العثمانية بل أرسله رئيس الرهبنة إلى فرنسا”.
وقال: “وبقى ينقل من بلدة لأخرى مدة سبع سنوات”.
وقال في (ص70): “وفي هذه الأثناء حاصر ملك فرنسا مدينة رومه وطلب من البابا أن يسلمه الأمير جم العثماني فسلَّمه إليه،ويقال أنه دسَّ له السمَّ قبل تسليمه إليه، وما فتئ هذا الأمير مصاحبًا لجيوش فرنسا حتى توفي في 18 جمادى الأول سنة 900″.
وقال في (ص72): “ولقد كدّر صفاء حياة الملك في سِنِي حكمه الأخيرة بعصيان أولاده عليه وإضرامهم نار الحروب الداخلية… وذلك أن السلطان بايزيد كان له ثمانية أولاد ذكور توفى منهم خمسة في صغرهم وبقي ثلاثة وهم كركود وأحمد وسليم”.
ثم قال: “فعصى سليم والده جهارًا“.
ثم قال: “لكن التزم السلطان با يزيد بالعفو عن ابنه سليم بناء على إلحاح الانكشارية”.
ثم قال: “وفي أثناء توجه سليم إليها قابله الانكشارية، وأتوابه إلى القسطنطينية باحتفال زائد وساروا به إلى سراي السلطان، وطلبوا منه التنازل عن الملك لولده المذكور فقبِل واستقال في يوم 8 صفر سنة 918”.
ثم قال: “ويدَّعي بعض المؤرخين أن ولده دسَّ إليه السمَّ خوفًا من رجوعه إلى منصة الملك، كما فعل السلطان مراد الثاني“.
قلت: انظروا إلى عقوق الابن لأبيه بأعلى أصناف العقوق، وهي القتل!
وقال محمد فريد في (ص73): “السلطان سليم الأولالغازي الملقب بياوزاري القاطع: لما كان تعيينه بمساعي الانكشارية”.
ثم قال: “وسافر بجيوشه إلى بلاد آسيا لمحاربة إخوته وأولاد إخوته حتى يهدأ باله بداخليته، ولم يبق له منازع في الملك فاقتفى أثر أخيه أحمد بأنقره، ولم يتمكن من القبض عليه لوجود علاقات بينه وبين الوزير مصطفى باشا الذي كان يخبره بمقاصد السلطان، لكن علم السلطان بهذه الخيانة،فقتل الوزير شرَّ قتلة جزاء له وعبرة لغيره، ثم ذهب إلى بروصةحيث قبض على خمسة من أولاد إخوته وأمر بقتلهم، وبعدها توجه بكل سرعة إلى صارخون مقر أخيه كركود ففرَّ منه إلى الجبال، وبعد البحث عليه عدة أسابيع قبض عليه وقتله“.
ثم قال: “ولما عصى السلطان سليم وإخوته والدهم السلطان بايزيد الثاني ساعد الشاه إسماعيل الأمير أحمد على والده، ثم على أخيه من بعده وقبل من فرّ من أولاده عنده”.
وقال سيد محمد سيد محمود في “تاريخ الدولة العثمانية [النشأة – الازدهار]” (ص364):
“وإذا كان عصر السلطان سليمان القانوني (1520-1566م/926-974ه) قد مثَّل عصر قوة الدولة وازدهارها”، ثم قال: “وفي النصف الثاني من عهد القانوني، راح يخضع لرغبات حرم سلطان (روكسلانة) التي كانت تسعى لأن يتولى أحد أبنائها عرش السلطنة بدلًا من أكبر أبناء السلطان ولي عهد أمير مصطفى”.
ثم قال: “وهكذا استطاعت بمساعدة الوزير الأعظم الجديد رستم باشا إيهام السلطان سليمان بأن الأمير مصطفى يسعى للاستقلال وتنحيته، وتولية السلطنة بدلاً منه وبذلك، تمت المؤامرة وغُرّر السلطان، فأمر بقتل أفضل أبنائه على الإطلاق وأقدرهم على تحمل المسئوليات العالمية الدولية عام 1553م/960ه”.
قلت: هذا الذي ذكرته فيض من غيض من التاريخ الأسود لهذه الدولة –التي أطلق عليها زورًا وبهتانًا- “الدولة العلية”! والتي يتباكى عليها المغفَّلون الذين لا يعرفون حقيقة أمرها.
لذلك لا نعجب من تمجيد حزب الإخوان المجرمين المفسدين –حزب حسن البنا وسيد قطب- لهذه الدولة، وتصويرهم للشباب المغرّر به أنها كانت نموذجًا صالحًا للخلافة الإسلامية؛ مظهرين محاسنها غاضِّين الطرف عن جرائمها في حقّ الإسلام والمسلمين، ومن أعظم جرائمها: محاربة الاعتقاد الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين، وتمجيد المذاهب المنحرفة ورفع شأنها، وعلى رأسها: الطرق الصوفية الغالية في عبادة الأموات ووحدة الوجود والحلول والاتحاد.
وأما جرائمهم في الدماء والحرمات والموالاة للكفَّار فقد ذكرت لكم أمثلة يسيرة –وإن كانت عظيمة-، ومن هذه الأمثلة ندرك ما يلي:
أولاً: أن سلاطين وملوك الدولة العثمانية يستبيحون الدماء المحرمة –ولو كانت دماء أبنائهم وآبائهم وأخوتهم وأبناء عمومتهم- دون أدنى حرج ولا حياء؛ طلبًا للرئاسة والملك، وقد جعلوها سنّة سيئة في عقبهم {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاءَ مَا يَزِرُونَ}.
ثانيًا: استباحة قتل الرُّضَّع، وهذا أمر لم يسبقوا إليه في الإسلام، إلا من الرافضة والخوارج.
ثالثًا: أنهم واقعون في كبائر عظيمة يأنف منها المؤمن بفطرته من العقوق للأب بل يقتل أحدهم أباه خوفًا على سلطانه، ومن قطع الأرحام، وتمزيقها تمزيقًا، وقد جاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ اللَّهُ: مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ”، أخرجه البخاري (5988).
والأدهى والأمرّ أن سليمان القانوني جعل هذه الجرائم مقنّنة:
قال د. أحمد آق كوندوز في “الدولة العثمانية المجهولة” (ص320): “نورد النص الوارد في القانون العثماني الخاص بهذه المسألة مع شرحه: (إذا تيسرت السلطنة لأي ولد من أولادي، فيكون مناسبًا قتل إخوته في سبيل تأسيس نظام العالم، وقد أجاز هذا معظم العلماء؛ فيجب العمل به)”.
رابعًا: موالاة النصارى والاستعانة بهم، وجعلهم أنفسهم ألعوبة في أيديهم –كما يصنعون الآن في الدولة التركية الحديثة- من أجل تحقيق أطماع الملك والتوسع في السلطان على حساب الحرمات والدماء، وقد قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
لذلك أعجب أشد العجب من دفاع مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي في “قلائد العقيان في فضائل آل عثمان” عن هذه الدولة وإظهار بعض الفضائل لها، مع تحويله جرائمهم إلى محاسن، وهذا من قلب الحقائق، حيث قال في(ص69): “ومن فضائل سلاطين بني عثمان قتل أولادهم الذكور خوفًا من إثارة الفتن وفساد الملك واختلاف الكلمة وشق العصا بين المسلمين،وهذا الأمر لم يسبقهم إليه أحد فيما أعلم.
وهو وإن كان أمرًا ينفر منه الطبع السليم بحسب الظاهر، لكنه في نفس الأمر خير كبير ونفع كثير، ومع ذلك فلم يظهر لي جواز ذلك على سبيل الإطلاق؛ لأنهم أطفال لا ذنب لهم أصلاً، وكون يحصل منهم بغي وإثارة وفتن فيما بعد فهو أمر غير محقَّق، وترك القتل في مثل ذلك أليق، ولعل من أفتى من العلماء الجواز واستحل قتلهم وأجازه محتَّجًا بجواز قتل الثلث لإصلاح الثلثين نّزل الظن بمنزلة اليقين على ما فيه من البعد بلامين ويحتمل أن يقال يجوز قتلهم سياسةً لا شرعًا، وباب السياسة أوسع من باب الشرع”.
قلت: محاولته تحويل هذه الجريمة منقبة محاولة فاشلة، هو نفسه –رحمه الله- لم يقبلها قلبه، لذلك استدرك على نفسه قائلاً: “وهذا الأمر لم يسبقهم إليه أحد فيما أعلم؛ وهو وإن كان أمرًا ينفر منه الطبع السليم بحسب الظاهر”.
وقال في حقّ قتل الأطفال: ” ومع ذلك فلم يظهر لي جواز ذلك على سبيل الإطلاق؛ لأنهم أطفال لا ذنب لهم أصلاً”، لكنه ليَّن العبارة معهم بعد ذلك محاولاً أن يجد لهم مخرجًا، لكن بلا فائدة!
وإذا رجعنا إلى خصائص الجنس التركي لم نستغرب كثيرًا فعالهم الدنيئة، حيث قال عبدالعزيز محمد اللمَيْلم في “نفوذ الأتراك في الخلافة العباسية” (1/169):
“يجدر بنا أن نشير إلى بعض خصائص الجنس التركي حتى يتضح لنا على ضوئها الكثير مما مارسه بعضهم إبَّان نفوذهم في العصر -الذي نحن بصدده- كما سوف تكشف لنا هذه النعوت التركية عن المبررات الحقيقية في تفضيل العباسيين لهم واعتمادهم عليهم منذ خلافة المعتصم إلى أن تقلَّص هذا النفوذ فيما بعد.
وقد ذكر ابن حسول عن أحوال وطبائع الأتراك قائلًا: “وقد خلقهم الله في صور الأسود عرض وجوه وفطس أنوف وعبالة سواعد وزعارة خلائق إلا ما عسى يقع في الندرة من هيف الخصور وأسالة الخدود ونجل العيون، واغتصاب للمطاعم وامتناع عن المغارم، وما من عصبة من أصناف الجند إلا وتأديب الواحد يردع جماعتهم ويقمع كافتهم سواهم، فإن حاصّ الزجر لا يكفهم دون العموم،ثم مطاعمهم اللحم الذي لا يريدون به بديلاً، ولا يراعون فيه نضجًا، ولا يستطيبونه إلا ما كان اغتصابًا، ولا يتلذذون به إلا إذا وجدوه استلابًا، وهذه عادة السباع الضارية والليوث العادية”، نقلاًعن “تفضيل الأتراك على سائر الأجناد” (ص70-72).
قلت:وهذه صفات دنيئة تجعل صاحبها في مرتبة الأنعام، وهي: الاغتصاب والاستلاب والامتناع من أداء الحقوق!
والحديث موصول –إن شاء الله- في إظهار الوجه الحقيقي للأتراك العثمانيين، وإبطال كيدهم بالإسلام والمسلمين.
وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه وسلّم.
وكتب
أبو عبدالأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري
انتهاء في عصر الإثنين19 من شعبان 1441 ه
نواكشوط – الدولة الموريتانية الإسلامية