شهادتي على الصعافقة وإفسادهم للدعوة السلفية في الجنوب الليبي ( الجزء الثالث )

https://abuabdelaala.net/wp-content/uploads/2020/11/سلسلة_شهادتي_على_الصعافقة_الجزء_الثالث.pdf

 

شهادتي على الصعافقة وإفسادهم للدعوة السلفية في الجنوب الليبي

( الجزء الثالث )

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فما زلنا نعرض عليك أيها القارئ الكريم الباحث عن الحق مواقف الصعافقة اللئام وتصرفاتهم التي أفسدوا بها الدعوة السلفية في الجنوب الليبي لتكون أيها المستبصر على علمٍ وبصيرة بما حدث ، وبما يُحاك للدعوة السلفية والسلفيين من ظُلم وتعدِي وحرب ماكرة من قِبل هؤلاء الذين لبسوا لباس السلفية ثم هم يحاربون السلفية ويحرّفون قواعد وأصول هذا المنهج الصافي النقي ويَنسبُون جهلهم للمنهج ولعلماء المنهج.

6- فمن إفسادهم تحذيرهم من السلفيين والطعن فيهم لأنهم خالفوهم في طعنهم في ثلة من العلماء ، وطعنهم كذلك في عدد كبير من كبار المشايخ وطلبة العلم ؛ فأما شيخ الجبل درمانهم فقد تولى كبر هذا الطعن ؛ فطعن في عدد كبير من الشباب السلفيين في غرب البلاد وجنوبها وشرقها ، بل حتى صعافقة الشرق لم يسلموا من طعنه ؛ ولكنهم سرعان ما انحنوا له وخضعوا وقالوا: (جلسنا مع العلماء واستبانت لنا الأمور) فجاء رده عليهم سريعاً وقال لهم بلسان حاله: افعلوا ما شئتم فقد رضيتُ عنكم. وتفرغ بعدها لمن يخالفه وجلس يُقشر العصا للسلفيين وكأنهم عبيدٌ في محميته.

فتكلم وحذّر من خيرة الشباب السلفيين الذين لهم نشاط ظاهر في الدعوة إلى الله ونشر السنة والذب عنها ، فكلما سُئل عن شخص لا يُوافق هواه حذّر السلفيين منه ورماه بالتُّهم الباطلة، حتى التفّ حوله ثلة من الصعافقة من كل مكان ، فكلما أرادوا إسقاط سلفي نقلوا له أنه مع العلامة محمد بن هادي في جرحه لطلبته ، ثم سألوه عنه ؛ فلم يسلم منه أحدٌ من السلفيين إلاَّ من أظهر طعنه وسبّه وشتمه للعلماء.

ومن طعنه أنه طعن في الأخوين الفاضلين: علي رزق ومحمد فتحي ، وحذّر أهل الجنوب منهم بزعمه ، ولم يأت بجرح مفصّل مفسر يُبين فيه سبب تحذيره منهما ، كما هو معروف معلوم من قواعد الجرح والتعديل ، فمن ثبتت عدالته لا يُقبل فيه الجرح إلاّ مفسراً ؛ أليس كذلك يادرمان؟!! أم عندك غير هذا؟!!.

وطعن كذلك في غير واحد من الأخوة من مدينة الرييانة وحذّر منهم ، وطعن في عدد من السلفيين من مدينة الزنتان وحذّر منهم ، ولم يسلم من طعنه حتى المعهد الديني حيث حذّر من المعهد الديني التابع للحكومة الليبية المؤقتة ، وطعن وحذّر من شباب سلفيين كُثُر من مناطق مختلفة ، وطعن في نائب رئيس هيئة الأوقاف الشرعية في شرق البلاد وكذب عليه وتقوّل عليه مالم يقله ، ثم أفتى بعدم الصلاة خلفه ، وختم جرحه – أي ظلمه – بقوله: أنه سيكون في مزبلة التأريخ. (ولا أُراه إلاّ هو من سيكون هناك) وكان هذا في محاضرة منقولة على العلن. فحسبي الله ونعم الوكيل فيه وفي أمثاله.

وكذلك سار على نهجه الصعفوق موسى سالم – من المرج – حيث حذّر من نائب رئيس الهيئة في مداخلة هاتفية من زعانف الجنوب والسبب لأنه خالفهم في طيشهم وجهلهم.

وكذلك فعل فؤاد الزنتاني غير مرة ، وكذلك فعل أنس الحداد عندما اتصل بمكاتب أوقاف الجنوب وطلب منهم أن يشهدوا أن الدكتور رافع لا يصلح أن يكون نائباً لرئيس الهيئة وحثهم على كتابة طلب تغييره ، فوافقه بعضهم وعقدوا اجتماعاً خاصّاً لهذا المكر في أول أيام شهر رمضان المبارك ورشّحوا – على حد زعمهم الخائب – أحد زعانف الوادي ، وشهدوا شهادة زور ، وخالفه بعضهم ونجّاهم الله تعالى من هذه الكبيرة ، وفي مراسلة بيني وبين حمد بودويرة – من المرج –  كتب لي:(……وإن كنتَ جلبتَ لنا مكاتب الجنوب ولكن سبَّبتَ مشاكل وفتن وقد جاء شباب من تراغن وغات والشاطئ يشتكُون منك) وهذا كذبٌ له قرون ، ولو حاول هذا الكذوب أن يُقيم الدليل على كذبه لوجد نفسه في ورطة ؛ لأنه سيجد عكس كلامه تماماً. فما كان مني إلاّ أن اتصلتُ بهم واحداً واحداً ؛ فأما مدير مكتب الشاطئ فقال: أنا لم أذهب للهيئة قط وما قلتُ هذا الكلام. واتصلتُ بأحد خطباء منطقة تراغن وسألته عن صحة هذا الكلام فقال: لا أعلم أنك أثرتَ عندنا مشاكل ؛ بل بالعكس أنت جئت لعلاج مشكلة وجلست مع عضو البلدية وجلست مع لجان المساجد. وأما مدير مكتب غات فنفى أيضاً أنه قال هذا الكلام ووعد أنه سيتحقق من أعضاء مكتبه ليجد من قال هذا الكلام ، واختفى وإلى هذه اللحظة مازال يتحقق ، فأخبرتُ أحد السلفيين الواضحين الثابتين بما حصل فاتصل بمدير المكتب فأحاله على زعنف آخر والزعنف أحاله إلى مدير المكتب وهكذا ، والخلاصة قال لي: هؤلاء كَذَبَة كل واحد يقول كلاماً. فكلّهم كذّبوا حمد بودويرة في ادّعائه الكاذب ، ولم يقل واحد منهم: نعم صحيح نحن ذهبنا للهيئة واشتكينا فيك. ولا غرابة فهذا هو حال الصعافقة وزعانفهم في كل مكان.

وكل ما ذكرنا من مواقفهم المخزية موثقة بعضها بالصوت وبعضها بالصورة والشهود.

فعند الصعافقة يجوز الطعن في أعضاء الهيئة والكذب عليهم علناً، وأما دليل الجرح فعالم الجرح والتعديل لا يُسأل عن الأدلة!!!! لذلك لم يأتوا ولا بذرة دليل.

ومن حربهم للسلفيين وتنقصهم ما قام به بعض زعانف الصعافقة حيث نشر صورة كرسي الوعظ الذي يعظ عليه الأخ الفاضل والشيخ الوقور مبارك عبدالله أبوعزوم – حفظه الله – وكتب عليها: قريباً سيكون هذا الكرسي نسياً منسيّاً.

وهذه سفاهة وحماقة لا يقوم بها إلاّ خُدّام أهل البدع ؛ إذ كيف يحاربون كرسياً لا يوجد مثله في نشر العلم في الجنوب كلها ولا أكون مبالغاً إذا قلتُ في ليبيا كلها ؛ فبحسب عملي ومتابعتي للوعظ في الجنوب ما رأيتُ واعظاً ملتزماً بوعظه ومكثراً منه مثل هذا الواعظ حفظه الله ، فأين من يعظ كل أيام الأسبوع ماعدا الجمعة ملتزماً بذلك على الدوام؟؟ أين من قرأ ومازال يقرأ عشرات الكتب لأهل العلم في مسجده؟؟ ومع هذا فقد حاربه خُدام أهل البدع وممثلو التنظيم السري للصعافقة في مدينة سبها أشدّ الحرب ، وطعنوا فيه بطعون شديدة لم يرتضيها حتى عوام الناس من أصحاب الفطرة السليمة.

7- ومن إفسادهم إقحام عوام المسلمين في فتنتهم ومناقشتهم في أمور لا يعرفونها ؛ فحتى الذي يقع في الشرك أو لا يصلي أقحموه في هذه القضية ، وصوروا للناس أن السلفيين الذين يخالفونهم مبتدعة وأنهم شر وأنهم خالفوا المنهج السلفي ، وتركوا دعوة الناس إلى التوحيد والسنة ، فصارت دروسهم وكلماتهم ومداخلات رؤوسهم كلها تصب في التحذير من السلفيين والطعن فيهم بأشد العبارات ووصفهم بأقبح الأوصاف ؛ فاحتار كثير من الناس ممن كانوا يسمعون العلم الصافي ويسمعون الكلام على التوحيد وأخذوا يسألون: ما الذي حصل بين السلفيين؟ ما معنى الصعافقة؟ لماذا أنتم منقسمون؟؟ من هو الشيخ محمد بن هادي؟ ما معنى الحدادية؟؟ فلان (الصعفوق) مع من؟؟ فلان (الزعنف) معكم أم ضدكم ياشيخ؟؟

فلم يكن لنا من بُدٍ إلاّ البيان والايضاح والتفصيل ليتبين الحق من الباطل ولتستبين سبيل المجرمين.    

8- ومن إفسادهم وجهلهم هجرهم للسلفيين ومعاملتهم معاملة أهل البدع؛ حيث اقتضى هذا الهجر عدم السلام عليهم وعدم مجالستهم ، وهذا تطبيقاً منهم لفتوى رؤوس الصعافقة وهما: بامحرزهم ومصراتيهم ؛ فأما الأول فقال: عاملوهم معاملة أهل البدع ، والآخر أفتى بهجرهم بحجة أنهم مع ابن هادي ، ولا أدري أين وجد هؤلاء الجهلة أن من أخذ بقول عالم في مسألة اجتهادية يُهجر ويُتهم أنه من متعصبته؟!

ومن مواقفهم المخزية في هذا الشأن ما قام به الزعنف عز الدين عيسى من مدينة مرزق حيث اتصل بالعلامة حسن البنا – رحمه الله – يسأله عن أخ سلفي معروف بمنهجه وعقيدته ونشره للمنهج من خلال وعظه في المسجد ؛ فقال في اتصاله: حياك الله والدنا….عندنا شاب في قريتُنا – هكذا بضم التاء على لغة الصعافقة – متعصب للشيخ محمد بن هادي ولا يقبل كلامكم فيه ، ويرفض الجلوس مع إخوانه ليُبينوا له…… فهل يُهجر ويُحذر منه؟؟ والشيخ – رحمه الله – يُجيبه: لا لا لكن اتركه….. ثم يرجع ويقول للشيخ: هل يُهجر ويُحذر منه؟؟ ثم عاود للمرة الثالثة: هل يُهجر ويُحذر منه؟؟ فحاول هذا الشاطر الماكر أن يستخرج فتوى لهجر الأخ السلفي ولكن الشيخ – رحمه الله – فطن لمكره وطيشه ولم يظفر بمراده السيء ، ولا أدري هل ما زال العلامة حسن – رحمه الله – والدهم بعد صفع أن زعيم تنظيمهم عبدالواحد وطالبه بالتوبة أم لا؟؟ وهل مازال من الكبار أم أصبح لا شيء عندهم؟؟ ومن حماقة هذا الزعنف أنه هاجرٌ للأخ المسؤول عنه ولا يُسلم عليه منذ فترة طويلة ، فانظر كيف طبّق الهجر على أخيه السلفي ثم راح يسأل العلماء ، وهكذا هم فعلوا ويفعلون في تفريقهم للسلفيين ، نعوذ بالله من شر أعداء الدعوة السلفية وأعداء السلفيين.

واعلم أيها القارئ المنصف أن هذا الزعنف الماكر – عزالدين عيسى – يتصف بالكذب والكُره الغريب للسلفيين ؛ فقد كان يمكر بالسلفيين ويكذب عليهم قبل فتنة الصعافقة ، لذلك تم طردُه من سكن طلبة الشيخ أبوالفضل الصويعي الليبي – حفظه الله – في طرابلس بسبب إثارته للفتن والمشاكل بين السلفيين ، ولما جاءت فتنة الصعافقة وجد بُغيته وركبها وتترس بها وأصبح هو طالب العلم وهو صاحب الجهود الدعوية في مرزق ، والحقيقة أنه هو قائد الحرب على الدعوة السلفية في مرزق ، فمن عجيب كذبه – ولا عجب مع الكذوب – أنه تراسل مع بعض الأخوة من إحدى قرى بلدية الشرقية – شرق مدينة مرزق – وطلب منه أن يتركني ويبتعد عني ، ولما استرسل معه الأخ قال له: رافع هذا كذّاب وعنده كذب كثير ، وهو متكبر ، وعندنا عدد من الشباب كانوا يتبعونه فتركوه – (ولا أدري كيف كانوا يتبعونني؟!! يتبعونني في ماذا؟ هل لديّ مذهب أم منهج معين أم حزب أم تنظيم سري!!!) – وهو صاحب فتن ، وينزعج إذا لم يناديه الناس (دكتور) ثم قال له: بلدي الرجل أعلم به – (الرجل مُحدّث) – وذكر له كلاماً كثيراً والله المستعان. ثم طالبه الأخ بالكذب الذي كذبه رافع ، وطالبه بأسماء وأرقام الشباب الذين كانوا مع رافع وتركوه ، واقترح عليه الجلوس مع رافع ، فقال الماكر الكذوب للأخ: أنت ماذا تُريد بالضبط؟؟!!! فما كان من الأخ  – جزاه الله خيراً – إلاّ أن أرسل لي المحادثة. فانظروا يا عباد الله واعرفوا حقيقة هؤلاء المجرمين.

ومن عجيب جهلهم وحماقتهم امتناعهم عن تزويج إخوانهم السلفيين ؛ فقد تقدّم بعض الأخوة السلفيين لبعض الأخوات على أنها سلفية فامتنعت بحجة أنه مع المصعفقة ، فنجّاه الله منها ومن شرّها ، ومن هذا القبيل – أي مسلك الهجر – ما رأيناه كثيراً من نساء الصعافقة وزعانفهم اللاتي هجرن أخواتهن السلفيات بدون ضابط شرعي ولا استئذان أخلاقي ؛ بل وقمن بحذفهن من المجموعات السلفية فتحولت هذه المجموعات إلى مجموعات حزبية ، والمُؤسف المبكي أن هؤلاء المسكينات الجُويهلات دخلن في مسائل وقضايا لا يفهمنها ولسن مطالبات بها أصلاً ، فتجد الواحدة منهن لا تعرف حتى أصول الدعوة السلفية ، ولا تعرف ولا تحفظ حديث جبريل المشهور في أصول الدين ، ولا تعرف تعليم الصبيان التوحيد ولا تعتني به أصلاً ، ولا تعرف ضوابط تربية الأطفال ؛ بل منهن من تُقيم الدنيا وتترك سلفيتها على مسائل شرعية لا تروق لها ، ومنهن من عندها خلط في فتاوى العلماء ؛ فتسمع الفتوى بشكل وتنقلها بشكل آخر ، ثم هي تهجر وتحذف أخواتها وتهدد من بقي معها في المجموعة بالحذف ، وتقول عن العلامة محمد بن هادي أنه قاذف!!!! وهذه الأمثلة لا أذكرها من الخيال ؛ وإنما وقفتُ عليها بنفسي.

ومن العجيب – وعجائب المغرر بهن لا تنتهي – أن أحد الأخوات تريد مبلغاً من ثنتين من نساء الصعافقة ، وكنّ قبل الصعفقة يتواصلنَ معها ويعِدْنها بإرسال المبلغ ، ولما جاءت فتنة الصعافقة مكرنَ بها ولم يرسلن ما عليهن من ديون ، فلا أدري هل أصبحت الأخت صاحبة المال حلال الدم والمال؟!! فماذا تركتم أيها الصعافقة!!! نعوذ بالله من أكل مال الحرام.

وأختم هذه النقطة بفتوى الشيخ العلامة محدّث المدينة وبقية السلف عبدالمحسن العباد – حفظه الله -: قال السائل: سددكم الله هل يحل للمسلم أن يهجر أخاه المسلم ولا يُسلم عليه لأنه لم يُوافقه في تجريح بعض المشايخ؟ فأجاب: بئس ما صنع هذا ، هذا عمله سيئ ، يعني قضية تجريح شيخ أو شيخين أو أكثر يعني إن وافقت على التجريح فأنت صاحبه وإن خالفته فلست صاحبه هذا كلام من الفتن ومن البلاء الذي أُصيب به بعض الناس الذين أشغلوا أنفسهم بهذا واشتغلوا عن العلم واشتغلوا بأكل لحوم الناس وملؤوا بطونهم من لحوم الغافلين. انتهي من صوتية له حفظه الله.

ومازالت وقفاتنا السريعة حول الحرب الماكرة التي شنَّها الصعافقة على الدعوة السلفية والسلفيين في الجنوب الليبي ليكون باقي حديثنا في الجزء الرابع إن شاء الله تعالى.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

🏼كتبه/ الدكتور أبوالحارث رافع رمضان دخيل المجبري

يوم الاثنين 19 المحرم 1442 هجرية الموافق 7 سبتمبر 2020 م بمدينة سرت حرسها الله وأعلى شأنها بالسنة