شهادتي على الصعافقة وإفسادهم للدعوة السلفية في الجنوب الليبي ( الجزء الثاني )
سلسلة_شهادتي_على_الصعافقة_الجزء_الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد شهدتْ مدن وقرى الجنوب الليبي نشاطاً دعوياً ما شهدتْه من قبل، وانتشاراً للمنهج السلفي في صفوف الشباب خاصةً وبين عوام الناس عامةً ، وقد بدأ هذا النشاط بعد سقوط النظام السابق مباشرة ؛ فاعتلى السلفيون المنابر ، وجلسوا في المساجد يُدرّسون الناس ، وتقدّموا لحِلق تدريس القرآن الكريم يعلّمون كتابَ الله تعالى، وهذا كله كان في ظل أوقاف الإخوان التابعة لحكومة السراج ، وبعد أن أخذ السلفيون مكاتب الأوقاف من الإخوان وقاموا بضمها لأوقاف الحكومة الليبية المؤقتة ازداد النشاط الدعوي لدعوة الناس للمنهج السلفي وتمكن السلفيون من بعض المساجد التي لم يصِلوا إليها وصارت الإدارة بأيديهم ، وفي كل هذه الفترة كان أصناف من أعداء الدعوة السلفية يتربصون لها ولأهلها بالمرصاد ، ويتحيّنون فرصة الانقضاض عليهم ، ولا يألون جُهداً في محاربة السلفيين ومحاولة إيقاف دعوتهم التي دخلت في كل بيت تقريباً ، حتى دخلت بيوت قادة الصوفية ومنظرّيها واهتدى أبناؤهم للمنهج الحق.
وممن كان يناصب العداء للسلفيين ويُشوش عليهم ويُنفر الناس منهم أولئك الصعافقة الأغمار ؛ وهذا ملخص حربهم قبل الصعفقة وبعدها:
1- فمن إفسادهم للدعوة السلفية تشويشهم على إخوانهم السلفيين في كل عمل أو نشاط دعوي يقومون به ، حسداً من عند أنفسهم ؛ كتشدّدهم في مسائل الخلاف التي فيها حظٌ من النظر ونصيب من الأدلة وقال بها العلماء سلفاً وخلفاً، فيعقدون عليها الولاء والبراء ويهجرون لأجلها ويحذرون ممن يخالفهم ، ومنها تشويشهم على بعض الأخوة السلفيين في رده على عرفات المحمدي في مسألةٍ ادّعى فيها الإجماع ونسبه للنووي، حيث ردّ عليه الأخ الزبير – حفظه الله – من مدينة سبها ونبهه على خطئه في ادّعائه الإجماع ، فلم يقبل هؤلاء الزعانف القُدامى هذا التصويب وحُجتُهم في ذلك أن عرفات دكتور ومُزكى من العلماء ، وكذلك ما حصل في قضية الفطيسي الذي طعن في قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر – حفظه الله وسدده – وكذب عليه عند العلماء ، ولما ردّ شباب الجنوب هذا الطعن وبيّنوا خطورته ثار عليهم الزعانف بالسبّ والشتم بحجة أن الفطيسي يزكيه أفاضل من أهل العلم.
وهذا من الجهل الفاضح -والفادح- بقواعد وأصول المنهج وتقريرات العلماء حول هذه المسألة ، وما زال الصعافقةُ يتّخذِون التزكيات ستاراً لعوارهم وصكّاً لا يقبل النقاش ، فليفعل المُزكى ما شاء وليقل من الطوام والمخالفات ما شاء حتى جاء العالم الربَّاني محمد بن هادي – حفظه الله – وكشف مسلكهم الخبيث في هذه المسألة وغيرها من المسائل فلم يزدادوا إلاّ تمسُكاً بمسلكهم وتأكيداً على هذا المأخذ؛ فكلما نبه السلفيون على خطأ أحد الصعافقة أخرجوا تزكيات العلماء له ونشروها ؛ وهذه تربية خبيثة تربى عليها هؤلاء لسنوات طوال ، وهذا نتاج الدورات والمداخلات مع مشايخ الفيس والمجموعات السرية.
قال الشيخ أحمد بن عمر بازمول – حفظه الله – في صيانة السلفي: ثم التزكية ليست صكاً للعصمة والغفران فلا يضر بعدها مخالفة ولا يقدح بعدها جرح ، والشخص تزكيه أعماله وأفعاله الحسنة القائمة على الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة كما نبه على ذلك أهل العلم ؛ وأما إذا كانت التزكية لا تطابق حاله أصلاً فلا تنفعه ؛ فقد زكى بعض كبار أئمة السنة أشخاصاً وخالفهم بعض الأئمة فبيّنوا سوء حال هؤلاء الذين نالوا التزكية بالأدلة والحجج الواضحة فقُبل قولهم ورُدّت تزكية من لم يطلع على حالهم.
وختاماً: أنصح نفسي والقارئ الكريم بالاستماع لتأصيلات الشيخ العلامة عبيد الجابري – حفظه الله – في هذه المسألة فقد بيّن وأجاد وردّ على كل من اتكأ على التزكية وظن أنها حصانة دينية ؛ وكم أُرسلتْ هذه الصوتيات للصعافقة وأصروا على مخالفة الكبار ورد أقوالهم.
2- ومن إفسادهم كذبهم على السلفيين الصادقين والتحريش ضدهم ؛ فمِن كذبهم قبل الصعفقة كذبهم على ثلة من شباب مدينة سبها بكذبات كثيرة، ثم إذا بحثتَ عن القضية وطلبتَ حقيقتها وجدتهم يكذبون وعند طلب الحُجة يهربون، وكذلك كذبهم على إدارة وكالة أوقاف الجنوب ومنسقها ، وتحريش الهيئة ضدها ؛ وذلك من خلال إثارة المشاكل والقلاقل وزعمهم أن الوكالة تتدخل في اختصاصات المكاتب ، مما جعل رئيس الهيئة يُشكّل لجنةً للنظر في ادعاءاتهم وقد خلُصت اللجنة أنهم كَذَبَة ومتحاملون على منسق الوكالة ، وتقرير اللجنة موجود بتوقيعاتهم فياليتهم يُنكرون!!!!.
3- ومن إفسادهم للدعوة السلفية ربطهم للناشئة السلفيين بهم بدلاً من ربطهم بالعلماء ؛ فمِن ذلك ارتباطهم بفؤاد الزنتاني صاحب النكت والتهريج والضحك في بيوت الله تعالى ، وصاحب الفتاوى الشاذة الغريبة المخالفة لفتاوى كبار العلماء ، وصاحب التعالم والتكبر والإزدراء للسلفيين الذين لا يُوافقونه.
حيث ربى فؤاد الزنتاني هؤلاء الشباب حديثي العهد بالمنهج على الارتباط به والرجوع إليه حتى في النوازل، وقد كان بارعاً في خِداعهم واللعب بعواطفهم فأصبحوا يَستفتونه في النوازل والدماء ويعقدوا له حلقات سؤال وجواب في إذاعاتهم ، ومن ذلك أيضاً ارتباطهم بعدد من طلبة العلم خارج ليبيا والاستماع لدروسهم عبر المداخلات الهاتفية وكأن الساحة خلت من العلماء الكبار!!!! حتى أصبح الواحد منهم يدندن ليل نهار الكبار الكبار وإذا قلتَ له سمي لي الكبار جاء بأمرٍ كُبّار ، فما أحوج هؤلاء لتعلم أبجديات المنهج التي من أولها (من هم العلماء). وهذه من المسائل الجوهرية التي جرّح لأجلها عالم من علماء الجرح والتعديل عددٌ يسير من طلبة العلم وسمّاهم صعافقة ؛ ألا وهو العالم النحرير والحافظ الصغير محمد بن هادي حفظه الله تعالى.
4- ومن إفسادهم للدعوة تخذيلهم عن نصرة الجيش العربي الليبي عندما تحرك نحو الجنوب ؛ حيث هبّ السلفيون الصادقون وأخذوا بفتوى كبار العلماء في نصرة الجيش والالتفاف حوله ؛ فقام الأخ محسن عبدالله من مدينة مرزق في البدء بتسجيل الشباب بعد أن نسق مع الأخ الزبير تنفيذاً وعملاً بفتوى الشيخ ربيع – حفظه الله – فقام الزعنف عزالدين عيسى بتخذيل شباب مدينة مرزق وصدّهم عن الالتحاق بالجيش ، ووصف الأخ محسن بأنه طائش ومتسرع.
وشكّل شباب مدينة سبها سرية عمر بن الخطاب ، وانضم شباب الشاطئ لقاعدة براك الشاطئ يحرسونها ويُعينون الجيش هناك ؛ فاتصل أحد زعانف الصعافقة من مدينة سبها بفؤاد الزنتاني يسأله عن نصرة الجيش في حربه على الخوارج وغيرهم ممن يتواجدون في قاعدة تمنهنت ، فأفتى علامة الصعافقة بعدم الوقوف مع الجيش وأن حربه هذه حرب على الكراسي ووصف الوقوف مع الجيش بأنه محرقة ؛ فأقحم نفسه في النوازل مع وجود العلماء الأكابر ، وخالف الكبار الذين أفتوا بنصرة الجيش الليبي ، فانقسم السلفيون إلى فريقين ؛ فريق مع الكبار وفتواهم في هذه النازلة ، وفريق خالفوا فتوى الكبار وأخذوا بفتوى المهرج فؤاد ، ولا نعلم له توبة صادقة واضحة تُوافق توبة أهل السنة والجماعة حتى هذه اللحظة.
واعلم – رعاك الله – أن التوبة لها شروط ، فمن أهم شروطها عدم الرجوع للذنب ، ومن شروطها إصلاح ما أفسد ، فتأمل في توبات الصعافقة التي لا تُعد ولا تُحصى فلن تجد هذين الشرطين ؛ تاب تاب تاب وإذا نظرتَ في حاله وجدته قد أفسد ما تبقى.
وأما عوام الناس الذين يثقون في السلفيين وينتظرون إعلان وقوفهم مع الجيش بقوة ليتبعوهم فقد أصبحوا في حيرة من أمرهم ؛ وأخذوا يقولون بلسان حالهم ومقالهم: كيف تقولون ولي الأمر الشرعي حكومة شرق البلاد ثم رأينا سلفيين يناقضون هذا القول؟؟!!!! ورأينا سلفيين يتعاملون مع أوقاف طرابلس؟؟
ومن مواقف تخذيلهم عن نصرة الجيش أنه في يوم السبت الموافق 9 فبراير 2019ف قمتُ بإلقاء محاضرة – من غير تنسيق مُسبق – لأفراد الجيش في المنطقة العسكرية أوباري بطلب وحضور اللواء المكلف بإمرة المنطقة ، ومما جاء في المحاضرة: (الحث على الوقوف مع الجيش الليبي وحث الحاضرين على التواصل مع زملائهم من أفراد الجيش وحثهم على الالتحاق بالمنطقة العسكرية) فاشتاط موسى طيب – من مدينة البيضاء – غضباً واتصل بأحد الموظفين بمكتب أوقاف الغريفة معترضاً على المحاضرة ، بحجة أني موقوف ، رغم أن المحاضرة لم تكن في مسجد وإنما كانت في المنطقة العسكرية ، ولكن الصعافقة أهل حُمق وغباء.
ولا شك أن زعانف الجنوب تلقوا هذا التخذيل عن الصعافقة في غرب البلاد وشرقها وأولئك تلقوا هذا التخذيل من خارج البلاد من أصحاب المجالس السرية في المدينة النبوية، والتي كان ينسق لها عبدالواحد المدخلي كما هو مُوثَّق بصوته، وهذا يُبرهن لنا بجلاء خطورة الصعافقة على الأمن القومي للدول الإسلامية.
5- ومن إفسادهم تكفيرهم للمُعيّن جهلاً منهم بتقرير أهل العلم في هذه المسألة الخطيرة ؛ حيث قام بعض الزعانف في مدينة سبها بتكفير جمع من المسلمين وَوَصَفَهم بالمشركين وهم سكان حي الجديد ، وذلك أمام جمع كبير من الأئمة والخطباء داخل المسرح الشعبي بسبها ، ولا تسأل بعد ذلك من ردة فعل الصوفية وغيرهم من المحاربين للمنهج السلفي!!!. فقولوا لهؤلاء الذين تزبّبوا قبل أن يتحصرموا أنّ الحكم على الفعل لا يلزم منه الحكم على المُعين لعلهم لم يسمعوا بهذه المسألة بعد.
فهذه وقفات يسيرة ابتعدنا فيها عن التفصيل حول الحرب الماكرة التي شنَّها الصعافقة على الدعوة السلفية والسلفيين وإفسادهم للدعوة السلفية في الجنوب الليبي.
ولنا وقفات أخرى تكشف الصعافقة وتُعري حقيقتهم في الجزء الثالث إن شاء الله تعالى ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
✍🏼 كتبه/ الدكتور أبوالحارث رافــع رمضان دخيل المجبري
يوم الخميس 15 المحرم 1442 هجرية الموافق 3 سبتمبر 2020 م بمدينة ودّان حرسها الله وأعلى شأنها بالسنة.
سلسلة_شهادتي_على_الصعافقة_الجزء_الثاني