فك أسر العاني من خيانة العبّاني للجيش الليبي والمسلمين

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتَّبع هداه،

أما بعد، فقد أصدر محمد أحميدة العباني -رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بحكومة الوفاق الغير شرعية- بيانًا عن زيارته لشيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله وعافاه- احتوى على تلبيس وتدليس لا يخفى على العقلاء؛ سعيًا منه إلى الفتّ في عضد المجاهدين في الجيش الليبي الباسل؛ كي يضعوا السلاح، ويتركوا ليبيا نهبًا للخونة والخوارج، تحقيقًا لمخطط الماسونية.

والجيش الليبي قاب قوسين أو أدنى من فك أسر طرابلس من الخوارج والخونة المرتزقين، فإذ بهؤلاء الخونة يلعبون بالورقة الأخيرة، وهم هؤلاء الذين مسخوا عقيدتهم ومنهجهم من أمثال العبّاني؛ كي يقوموا بالدور الذي قام به المنافقون قديمًا في إثارة الشبهات والأهواء وسط جنود الجيش لتفرقة كلمتهم وإضعاف قوتهم؛ حيث إن هؤلاء الخونة يعلمون أن الشباب الليبي الملتزم بمنهج سلفنا الصالح هم قوة ضاربة في الجيش الليبي، فإذا تمكنوا من إضعافهم وتحييدهم؛ تحقّق لهم ما يريدون من تأخير تحرير طرابلس.

فأقول للعبّاني: لقد كتمت الحقائق الجلية عن شيخنا ربيع، وذكرت ما يوافق هواك فقط تحقيقًا لأهداف من تعمل من أجلهم في حكومة الوفاق، مع دعواك العريضة في ردّك على “بيان عمر بن الشيخ ربيع”: “لذلك كان لزامًا علينا أن نوضح له الصورة كاملة، ونأخذ توجيهاته حيال اللبس الحاصل من تعميم فتاويه الخاصة بالشرق والجنوب الليبي المتداولة في وسائل التواصل، وإنزالها على طرابلس دون علمه”.

قلت: كذبت –وربّ الكعبة- في دعواك أنك وضّحت الصورة كاملة، فالصور الكاملة تكمن في توضيح الحقائق التالية:

1. أن المقاتلين تحت راية حكومة الوفاق الإخوانية هم خليط من الميلشيات الخارجية التكفيرية والمجرمين والمرتزقة، وهذا معلوم للجميع.

2. أن هذه الميلشيات الخارجية هي الحاكم الحقيقي لطرابلس لا السرّاج؛ حيث إنهم هم أصحاب الشوكة، فهم المحرّكون الآمرون للسرَّاج بما يريدون، والسرَّاج مجرد دمية يحرِّكونها.

ومن المعلوم أن السَّرَّاج وحكومته الإخوانية لم يتم اختيارهم من قبل أهل الحل والعقد وأصحاب الشوكة من الجيش الوطني في ليبيا، إنما تم اختيارهم من قبل أعداء ليبيا؛ لتحقيق مخطَّط الأعداء ولحفظ مصالحهم في ليبيا.

3. أن السراج مع حكومة الوفاق الإخوانية قد تعاقدوا مع حكومة أردوغان التركية الإخوانية على تمكينهم من بعض مقدرات الشعب الليبي، وهذه خيانة عظمى، وقد تناسى هؤلاء التاريخ الأسود للترك العثمانيين في استباحة دماء المسلمين في ليبيا وغيرها من بلاد الإسلام، وسلب خيراتهم، مع إقامة أسواق البدعة والشرك والخرافة، وتمكينهم للطرق الصوفية التي أفسدت عقيدة فئام من المسلمين، أضف إلى هذا تصريحات أردوغان الواضحة في رغبته في استعادة أملاك أجداده العثمانيين، ومنها ليبيا، وإذا تمكن أردوغان من ليبيا، فسوف يقوم ببناء قواعد عسكرية فيها كي يتمكن من منابذة الجيش المصري، بعد أن يشرّد الشعب الليبي، وبهذا يكون العبّاني وأصحابه الخونة قد خدموا أعداء الإسلام خدمة عظيمة.

4. سعي السرّاج وحكومته الإخوانية إلى إفشال أي خطّة إصلاح تمكّن الجيش الليبي من إحكام سيطرته على غرب ليبيا؛ قطعًا لدابر الفوضى وتحقيقًا للأمن في الغرب، كما تم تحقيق ذلك في الشرق، وهذا كله خوفًا من أن تسقط سلطتهم وتضيع مناصبهم؛ فهم الذين زجُّوا بالشعب الليبي في هوة الفتنة والاختلاف، ليس المشير خليفة بن حفتر والقائمون على الجيش الليبي.

وقد سعى قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر –وفّقه الله- سعيًا حثيثًا لجمع كلمة الليبيين، وأنذر السّرّاج ومن يحرّكونه من ميليشيات الخوارج؛ كي يحقن الدماء، لكنهم أبوا إلا المضي في خياناتهم وتحقيقهم لمخطط الماسونية في تمزيق ليبيا.

وقد رُفعت راية السّنة في شرق ليبيا، وتم تطهير مساجدها من البدع والحزبيين، وصارت الغلبة لمنهج السلف الصالح ضد الصوفية والإخوان التكفيريين؛ مما غاظ هؤلاء فجنّدوا ضعاف القلوب ممن ينتمي ظاهرًا إلى منهج السلف؛ كي يتخذوا منهم خنجرًا للطعن في قلوب الأمناء الصادقين.

فمن يا عبّاني الساعي للسلطة ..؟ ومن الخائن لدينه ثم لوطنه العميل للغرب ..؟ ومن المستحل لدماء جنود الجيش الليبي الذين يجاهدون الخوارج والخونة؛ حفظًا لأمن ليبيا وسلامتها؟!

فأقول لك يا عبّاني: لقد سلكت أنت وأصحابك مسلك أهل الكتاب الذي حذّر منه ربنا سبحانه في قوله: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، فاحذر من العاقبة الوخيمة!

ومعلوم أنك تثني على بعض دعاة الخوارج السرورية، فماذا ينتظر منك ومن أمثالك من رجيع القطبية السرورية الذين تظاهروا بالسلفية؟!

وأما قول العبّاني لشيخنا ربيع: “حيث إن بعض السلفيين في ليبيا يقاتل ويدعو للقتال مستندًا على أنكم أفتيتم بذلك ويوجهون بذلك في دروسهم…”، ثم نقل جواب الشيخ ربيع له: ” والله ما أذكر! ما أدري”.

قلت: هذه حيلة مكشوفة يسعى بها العبّاني إلى تشكيك المسلمين في مصداقية تأييد الشيخ ربيع للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، حال قتاله للخوارج في الشرق والجنوب والغرب، ومحاولاته المستميتة في تشويه القتال الشرعي الشريف الذي يقوم به الجيش الوطني الليبي هي محاولات فاشلة لا تروج إلا على الجهلة الذين لا عقول لهم، فهو يصور قتال الجيش للخوارج المارقين والخونة المجرمين كأنه اعتداء من الجيش عليهم، وهذا مما يضحك منه العقلاء، وكأنه يخاطب مجانين، لكن هذه سمة كلّ مَن يخالط الخونة من حزب الإخوان المسلمين.. يمسخون عقله ويشوّهون عقيدته!

ولو كان العبّاني أمينًا –وهو ليس كذلك- لقام بتذكير الشيخ ببعض عباراته في الثناء على المشير خليفة بن حفتر؛ لنصرته للإسلام القائم على منهج السلف الصالح، وتمكينه لدعاة السّنَّة، ولقتاله الخوارج المارقين والخونة المجرمين، لكن العبّاني خائن لدينه ثم لوطنه موالٍ للخونة والخوارج.

وإمعانًا في إبطال كيد العبّاني، سوف أذكّره ببعض عبارات شيخنا ربيع الثابتة عنه في تحذيره من السّرّاج وحكومته الإخوانية، وفي تأييده لحفتر والجيش الليبي، والتي نقلتها في مقالي: “الصّعافقة الخائنون وتدخلهم المفسد في شئون ليبيا في الدعوة والقتال”:

قلت: لمَّا زار بعض السلفيين من ليبيا شيخنا ربيع سألهم:كيف السلفيين في ليبيا مفترقين أم مجتمعين؟

فقالوا له : “نعم يوجد اختلاف .”فقال لهم : هل يوجد سلفيين مع السراج متعصبين له ؟ قالوا: نعم.

قال: كيف هؤلاء ليسوا بسلفيين!

قالوا له: أكثر السلفيين مع ولاة الأمر البرلمان والجيش .فقال لهم : أي جيش؟ فقالوا له: جيش حفتر.

فقال الشيخ ربيع: “السراج لا تقاتلوا معه؛ فإن الإخوان عندهم وحدة الوجود، وعندهم بدع، وقال: إن استطاعوا أن يُزيلوا السراج فليزيلوه” .فقالوا له : “بعض السلفيين مع السراج”، فقال لهم:

“كيف؟ هؤلاء ليسوا بسلفين..!”.

كتبه العبد الفقير: عبيد الله بن عبد الله المديني.

وقد نُقلت فتوى شيخنا العلامة ربيع بن هادي في تأييد قتال الجيش الليبي للخوارج، وفي الثناء على المشير خليفة بالقاسم حفتر من عدة طرق صحيحة، إليك بعضها مما وقفت عليه:

• الطريق الأولى: طريق كتيبة ( 210 ) التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي:

فقد يسَّر الله عز وجل لهم زيارة الشيخ ربيع حفظه الله في بيته في عام ١٤٣٨ وكانوا نحو ثلاثين شابًا سلفيًّا، وكان مما سمعوه من الشيخ ربيع أنه قال لهم:

“بلِّغوا حفتر أني أحبه في الله”، ففرحوا بذلك وقاموا بنشره.

وكذلك لما سألوا الشيخ ربيعًا عن صدِّ عدوان كتائب الغرياني الضال للمرة الثانية، وأجابهم الشيخ -حفظه الله-: “نعم صدُّوهم وكونوا مع الجيش لا وحدكم”.

• الطريق الثانية: طريق الأخوة السلفيين في سبها:

فقد نشر الأخ أبو عروة الزبير بن محمد السبهاوي أنه قد زار الشيخ ربيعًا حفظه الله- هو وبعض الأخوة- في بيته ليلة الخميس 25 جمادى الأولى 1438 ه، وأن الشيخ نصحهم:

“أن ينضموا لبنغازي وحفتر، وأن يقولوا للخطباء أن يوجهوهم وينصحوهم بالانضمام إلى حفتر، فإن حفتر يحب السلفيين، ويدعمهم ويمكِّن لهم”.

هذه خلاصة ما قاله الشيخ ربيع حفظه الله في ذلك المجلس، وقد نشره الأخ بعد نحو خمسة عشر يومًا.

فجاء دور أبي سليمان فؤاد الزنتاني، وهو ممن كان منغمسًا انغماسًا شديدًا -كما ذكر هو عن نفسه- في فتنة أبي الحسن قديمًا ثم في فتنة الحلبي، بل كان يحذِّر من محاضرات الشيخ عبيد.

فسعى هذا الصّعفوق إلى منع نشر فتوى شيخنا العلامة ربيع بن هادي، وقام بالتشويش عليها، وفرَّق بين السلفيين في الجنوب الليبي؛ حيث قام بتخذيل بعضهم عن مساندة الجيش مشكِّكًا في الفتوى، وأن مثل هذه الفتاوى تؤدي إلى قتل السلفيين، وأن القتال في ليبيا قتال سياسي من أجل كراسي، وأن رايته ليست واضحة.

وإن صنيع العبّاني الخائن في تخذيل الجيش الليبي وقائده، لا يختلف كثيرًا عن صنيع فؤاد الزنتاني وطارق درمان وخونة مصراتة وخونة طرابلس، ومن يمدهم في الغي من خونة مكة والمدينة، مِمّن مهدوا لأشكالهم في الدخول على الشيخ ربيع، في الوقت الذي حرّشوا فيه بين الشيخ ربيع والصادقين الأمناء من ثقات طلبته.

وقد حذَّرنا الله سبحانه من المنافقين الذين يخذّلون المؤمنين عن الجهاد، بنحو هذه الدعاوى، فقال عز وجل: {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ}.

وصنيع العبّاني وأصحابه يؤكد ما ذكرته في مقالات سابقة من وجود هذا التنظيم السري –والذي يحرّكه أصحاب المجالس السرية- الذي يسعى المنتمون إليه إلى اختراق السلفيين وتمزيق صفّهم وإضعاف شوكتهم؛ كي يصيروا سيقة لحزب الإخوان المسلمين والتنظيمات التكفيرية الخارجية، والله لهم بالمرصاد!

لذلك أقول للعبّاني وإخوانه من صعافقة مكة والمدينة الذين ساعدوه في الدخول على الشيخ ربيع؛ كي يبث سُمّه، وهم يعملون كخفافيش الظلام من التنظيمات السرية: أربعوا على أنفسكم، فإن خيانتكم مكشوفة، وكيدكم مدحور، ومكركم زائل إن شاء الله {إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْخَائِنِينَ}، {وَأَنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ}.

وأقول لهم: إن خوّان طرابلس ما هم إلا صورة مكرّرة من خوّان رابعة العدوية بمصر، وكما تمكن الجيش المصري الباسل من دحر خوّان رابعة، فسيقوم الجيش الليبي الباسل –إن شاء الله تحقيقًا لا تعليقًا- من دحر خوّان طرابلس.

وأقول لأدعياء السلفية الذين ينابذون الجيش الليبي العداء منابذة ظاهرة أو خفية باطنة في الظلام: إن صنيعكم لا يختلف كثيرًا عن صنيع أدعياء السلفية في مصر من الحزبيين، نحو محمد حسّان، وأبي إسحاق الحويني، ومحمد حسين يعقوب.. إلخ السروريين القطبيين.

وأقول لإخواني المجاهدين في الجيش الليبي تحت قيادة المشير خليفة بالقاسم حفتر: عليكم بتقوى الله والسمع والطاعة في المعروف لقائد الجيش ونوابه، وامضوا في جهادكم لتطهير طرابلس وغرب ليبيا من كل خسيس خائن من الخوارج وأذنابهم، ولا تلتفتوا إلى دعاوى المثبطين الذين سلكوا مسالك المنافقين التي حذّرنا منها ربُّنا سبحانه في كتابه في سورة التوبة وغيرها.

{وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.

وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.

وكتب

أبو عبدالأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري

بعد ظهر الجمعة غرة جمادى الأولى 1441 ه