كشف الستر عن حقيقة مذكرات هيلاري كلينتون "كلمة السر"

كشف الستر عن حقيقة مذكرات هيلاري كلينتون “كلمة السر”

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتّبع هداه،
أما بعد، فقد وقفت على خبر منشور على الشبكة العالمية للاتصالات، وقد وصل إليَّ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هذا نصُّه:
“بعد قيام الثورة الثانية بالإطاحة بنظام الإخوان ورئيس مصر محمد مرسى والذى أثبت تواطؤهم بالخيانة مع الأمريكان وأثبتت بالأدلة حيث خرجت هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة بكتاب تطرح فيه مذكراتها عن أيام تولى منصبها كوزيرة للخارجية فى عهد الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وطرحته بالولايات المتحدة الأمريكية بعنوان “كلمة السر 360” وتحدثت فيه عن الكثير من الأمور الشائكة السياسية والتى نلاحظ نتائجها على السطح حالياً ولكن ما يهمنا فى هذا الكتاب هو جزئية تتحدث فيها عن مصر حيث قالت في أجزاء متراكبة ومتقاطعة فى كتابها سوف أسردها كبنود وفيها كوارث كانت تحاك على مصر بقيادة الإخوان المسلمين وبعض الدول الغربية وباعتراف ضمنى بأنهم وراء خراب سوريا وليبيا والعراق وكانت مصر على حافة الهاوية لولا وقوف الشعب مع جيش مصر الأبي لكانت مصر الآن نسخة من سوريا وليبيا فهيا نتابع ماذا قالت هيلارى كلينتون فى مذكراتها المطروحة الآن فى أمريكا: “دخلنا الحرب العراقية والسورية والليبية وكل شئ كان على ما يرام وجيد جدًّا وفجأه قامت ثوره 6/30 و 7/3 فى مصر وكل شيء تغير فى خلال 72 ساعه كنا على اتفاق مع إخوان مصر على إعلان الدولة الإسلامية فى سيناء وإعطائها لحماس وجزء لإسرائيل لحمايتها وانضمام حلايب وشلاتين إلى السودان وفتح الحدود مع ليبيا من ناحيه السلوم وتم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم 2013/7/5، وكنا ننتظر الإعلان لكي نعترف نحن وأوروبا بها فورًا .
تقول هيلارى كنت قد زرت 112 دوله فى العالم من أجل شرح الوضع الأمريكى مع مصر وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء بالاعتراف بالدولة الإسلامية حال إعلانها فورًا، وفجأة تحطَّم كل شيء .. كل شيء كسر أمام أعيننا بدون سابق إنذار حيث إنه شيء مهول قد حدث ففكرنا فى استخدام القوة، ولكن مصر ليست سوريا أو ليبيا فجيش مصر قوى للغاية، وشعب مصر لن يترك جيشه وحده أبدًا.
وهنا هيلاري: تفجر مفاجأة وتقول عندما تحركنا بعدد من قطع الأسطول الأمريكى ناحية الأسكندرية تم رصدنا من قبل سرب غواصات حديثة جدًّا يطلق عليها ذئاب البحر 21 وهى مجهزة بأحدث الاسلحة والرصد والتتبع وعندما حاولنا الاقتراب من قبالة البحر الأحمر فوجئنا بسرب طائرات ميج 21 الروسية القديمة، ولكن الأغرب أن رادارتنا لم تكتشفها من أين أتت وأين ذهبت بعد ذلك لا نعرف ففضَّلنا الرجوع مرة أخرى.
ومن هنا ازداد التفاف الشعب المصرى مع جيشه وتحركت الصين وروسيا رافضين هذا الوضع وتم رجوع قطع الأسطول وإلى الآن لا نعرف كيف نتعامل مع مصر وجيشها”.
وتقول هيلارى أيضًا: “إذا استخدمنا القوه ضد مصر خسرنا، وإذا تركنا مصر خسرنا شيء في غاية الصعوبة
فمصر هي قلب العالم العربى والاسلامى ومن خلال سيطرتنا عليها من خلال الإخوان عن طريق ما يسمى الدولة الاسلامية وتقسيمها كان بعد ذلك التوجه لدول الخليح، وكانت أول دولة مهيأة الكويت عن طريق أعواننا هناك من الإخوان فالسعودية ثم الإمارات والبحرين وعمان وبعد ذلك يعاد تقسيم المنطقة العربية بالكامل بما تشمله بقية الدول العربية ودول المغرب العربى وتصبح السيطره لنا بالكامل خاصة على منابع النفط والمنافذ البحرية وإذا كان هناك بعض الاختلاف بينهم فالوضع يتغير”.اهـ
قلت: هذا الخبر انتشر انتشارًا كبيرًا عبر شبكات التواصل، ولَمَّا وصل إلي، لم يكن محتواه مفاجئة لي؛ حيث إن أغلب ما ذُكِر فيه كان معلومًا لدي إجمالاً، وعندي في نفسي شواهد يقينية تؤيد صحة أغلبه، خاصة مسألة تواطؤ حزب الإخوان مع أمريكا ضد الدولة المصرية –بغض النظر عن تفاصيل هذا التواطؤ- فإنه أمر ثابت معلوم عند كافة العقلاء والمنصفين، بل عند الإخوان أنفسهم إلا مَن غرَّروا بهم من الشباب المتحمس على جهالة، مِمَّن لا يريدون أن يكتشفوا خياناتهم السافرة.
ومن ثَمَّ لم أتوان عن نشر الخبر في بعض مواقع التواصل ¬–رغم ضيق وقتي وعدم حرصي على الاشتغال بهذه المواقع-؛ وذلك لما احتواه من تصريحات هامة أكّدت ما هو معلوم لدي من أوجه أخرى حول خيانة حزب الإخوان المسلمين، والمخطط اليهودي الأمريكي لتقسيم بلاد الإسلام، وحول ما يبذله الجيش المصري وقادته من جهود عظيمة في حماية أمن الديار المصرية والبلاد الإسلامية عامة من مكر اليهود والأمريكان والروافض في إيران، وكتبت عليه التعليق التالي: “يا ليت الجميع يقرءون ما كتبته هلاري كلينتون في هذا الاعتراف الصريح باتفاقهم مع الخونة من حزب الإخوان المسلمين من أجل أن يعرفوا ماذا فعل الجيش المصري وقادته لحماية مصر خاصة والأمة الإسلامية عامة.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.. وصدق النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: “استوصوا بالقبط –أي أهل مصر- خيرًا، فإنكم ستتخذون منهم عدة وأعوانًا في سبيل الله”.اهـ
قلت: ثم أرسل إليَّ بعض إخواني رسائل تفيد عدم صحة نسبة هذا الكلام إلى مذكرات “هيلاري كلينتون”، وأنه لا يوجد كتاب مذكرات لها بعنوان “كلمة السر 360″، إنما نشِرت مذكراتها بعنوان: “خيارات صعبة”، وليس فيها هذا الخبر، وأنها نفسها كذَّبته.
فطلبت من أحد إخواني أن يحصل لي على النسخة المترجمة المنشورة لهذه المذكرات في مصر، وبالفعل حصل لي مشكورًا على طبعتين مختلفتين، وكذلك كلَّفت أحد إخواننا في أمريكا أن يبحث لي عن شأن المذكرات المنشورة في أمريكا باللُّغة الإنجليزية.
فكانت النتيجة أن المذكرات الأصلية المنشورة في أمريكا، وكذلك المترجمة في مصر هي بعنوان: “خيارات صعبة”، ولا يعرَف لها مذكرات منشورة رسميًّا بعنوان “السر 360″، إلا أن يكون هذا مِمَّا تسرب من أوراق خاصة بها عن طريق أجهزة المخابرات، وهذا ليس مستبعدًا.
ولما رجعت إلى النسخة المترجمة من المذكرات لم أجد هذا النص فيه، وجاء في صفحة “جودة” –والظاهر أنها صفحة إخوانية-: “صيحة أخيرة.. تكلمنا هنا في جودة عن كيفية تمييز الخبر الصادق ومنها “إختبار التكرار وهو: اذا تكرر الخبر بشكل كبير ومتواصل لعدة أيام في كل وسائل الإعلام بدون وجود تطور نوعي أو جديد في الخبر، فهذا في الأغلب محاولة منسقة للتأثير في الرأي العام. لذلك تجد خبر “ترجمة كلينتون” انتشر مؤخرًا، وتكراره يمكن أن يوحي لك بصدقه لكن لو تتبعت مصدر الخبر تجده أتي من مكان واحد وهو موقع مخابرات مصر”.
هيلاري أوضحت في كتابها، فى الجزء الخاص بمصر، أنها كانت تفضل الانتقال المنتظم للسلطة تخوفًا من تبعات الفراغ الذى سيخلق فى مصر، كما روت تفاصيل لقاءاتها مع محمد مرسى الرئيس المعزول، خاصة عندما تفاوضت من خلاله بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار ما بين إسرائيل وحماس.. ومن بعض مقتطفات اللقاءات التى نشرتها فى حوارها مع مرسي، قالت: سألته ماذا ستفعل لكى تمنع القاعدة ومتطرفين آخرين من زعزعة استقرار مصر وتحديداً في سيناء؟، فكانت إجابته: لماذا سيفعلون ذلك معي؟ نحن حكومة إسلامية.. فقلت لنفسي: إذا كان هذا الشخص يتوقع تضامنا من الإرهابيين معه فهو إما ساذج جدًّا أو شرير.
جزء آخر من الكتاب يتحدث عن أحد اجتماعاتها مع مرسي أثناء صياغة الاتفاق بين حماس وإسرائيل، حيث قالت: قام مرسي بالتدقيق فى كل عبارة وردت فى نص الاتفاق وفي بعض الأوقات أخذ يقول: ماذا يعنى هذا؟! وهل تم ترجمة هذه العبارة بطريقة صحيحة؟! وفى لحظة ما صرخ قائلاً: أنا لا أقبل هذا، فكان إجابتي عليه: لكنك أنت اقترحته فى واحدة من المسودات المبكرة، وعندئذ جاء رد مرسى: «أووه هل فعلنا ذلك؟ أوكيه أوكيه”.
قلت: ولمّا رجعت إلى “المذكرات المترجمة” وجدت فيها النص بنحو ما قالوا، مع اختلاف يسير بين النسختين:
ففي النسخة الأولى (نشر مؤسسة (إ)، وقد كُتِب عليها “النسخة العربية الأصلية”، جاء هذا النص في (ص469-470)، وفيه زيادة مهمة، وهي قول هيلاري متحدثة عن مرسي: “أتقن الإنجليزية هو الحائز شهادة الدكتوراة في العلوم، في جامعة جنوب كاليفورنيا عام 1982، ودرَّس في جامعة ولاية كاليفورنيا، نورثريدج حتى العام 1985”.
وفي النسخة الثانية (نشر كنوز)، وهي ليست ترجمة حرفية للمذكرات لكنها عرض وتحليل للمذكرات، جاء هذا النص في (ص234)، لكنه جاء بالمعنى.
لكن …!! وإن كان، فإن هذا لا يعني عدم صحة المعلومات –كلِّها أو بعضها- المنشورة تحت عنوان (كلمة السر 360)، وأذكر من شواهد صحة بعضها ما يلي:
• أولاً: ثبوت التواصل والتواطؤ بين حزب الإخوان وأمريكا وبريطانيا قبل نزول هذا الخبر، منذ أيام حسن البنا إلى ثورة يناير 2011م، ثم ما بعدها مرورًا بثورة 30 يونيو إلى وقتنا هذا.
وتواطؤهم الأخير مع أوباما وهيلاري كلينتون، كتواطؤهم مع مَن سبقهم من الروءساء والوزراء في أمريكا.
ومن الممكن أن نستشف بداية هذا التواطؤ الأخير مما قاله عبدالرحيم علي في سلسلة “ملفات سرية للإخوان” (الطريق إلى الاتحادية) (ص318): “ومن الحقائق المؤكَّدة في هذا الصدد: تمكن الإخوان في ولاية نيوجيرسي، أحد معاقل الجماعة بقيادة فؤاد حمودة مسؤول الإخوان في الولايات المتحدة، من الاتصال بالسيناتور هيلاري كيلنتون (قبل أن تصبح وزيرة الخارجية)، والتي أرسلت للحكومة المصرية -عقب اللقاء- تستفسر عن ملابسات وفاة عبد الحارس مدني (المحامي المصري الذي توفى في أحد السجون المصرية آنذالك)، وهو ما أكد إمكانية وصول الإخوان للبيت الأبيض عن طريق فرع التنظيم الدولي في واشنطن”.
وقال عبدالرحيم علي أيضًا في هذا الكتاب في سرد التاريخ الأسود للعلاقة المريبة بين الإخوان والأمريكان (ص296-305): “لم يكن ما سمعناه عقب نجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، من رغبة الإدارة الأمريكية إجراء حوار مع الإخوان بجديد، فعلاقة الطرفين قديمة، والاتصالات بينهم لم تنقطع أيضًا.
بدأت علاقة الإخوان المسلمي بأمريكا بعد المواجهة التي حدثت بين الجماعة والثورة في عام 1954 والتي كانت بسبب رغبة الجماعة في السيطرة على القادة الجدد واختطاف الثورة لصالح الجماعة، وهرب الكثيرين واختفوا ،وكان الخيار الأفضل للكثير من أعضاء الجماعة هو السفر لأي دولة خارج مصر ؛خصوصاً الدول النفطية مثل السعودية والتي كانت في خلاف هذا الوقت مع نظام عبد الناصر، ومنهم من اختار السفر للغرب وخصوصًا أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وهناك كوَّنوا روابط إخوانية وحاولوا البقاء متماسكين حتى تتضح الصورة في مصر وتظهر الجماعة من جديد ،وسنحاول في السطور القادمة عرض مراحل تطور الجماعة في الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً حتى وقتنا هذا.
ولكن لماذا الولايات المتحدة الأمريكية ؟! كانت الولايات المتحدة في فترة الخمسينات تمثل حلمًا وبريقًا لبعض القوى، خاصة الإسلامية منها، وكانت تعد نفسها لوراثة الاستعمار القديم المتمثل في إنجلترا وفرنسا، وتعاني منافسة حادة من الإتحاد السوفيتي الذي أخذ يسيطر وينشر أفكاره في منطقة الشرق الأوسط، ووسط تحركات التحرر الوطني بشكل عام، الأمر الذي استنفر الأمريكان وأخذوا في البحث عن قوى يمكن الاعتماد عليها في كسر شوكة قوى التحرر، من ناحية والوقوف ضد تمدد نفود موسكو من ناحيه أخرى، وسرعان ما وجدوا ضالتهم في حركة الإخوان المسلمين .
كانت الجماعة ومعها عدد من المفكرين الإسلاميين، يعتبرون الإشتراكية كفرًا بواحًا، ومن ينادي بها كفار يستحل دمهم، الأمر الذي أدى إلى مواجهات متعددة بين أنظمة وقوى التحرر الوطني الناشئة، سواء تلك الحاكمة أو تلك التي تسعى إلى تحرير بلادها من ربقة المستعمر، كما عدد من بلدان المشرق العربي.
كلُّ هذه العوامل أدت إلى ازدياد موجات هجرة الإسلاميين إلى الغرب بشكل عام، والولايات المتحدة بشكل خاص، هربًا من تلك المواجهة.
كانت في الأغلب الأعم من تلك الهجرات منظمة، بمعنى أن هناك جهات عديدة تابعة لتلك الحركات، وفي القلب منها كانت حركة الإخوان المسلمين،كانت تشرف على هجرة هؤلاء الشباب، ثم تقوم بإعادة تجميعهم، لتصفهم في صفوف منظمة، تصب في بوتقة واحدة.
هو ما حدث بالفعل في يناير 1963، عندما تكوّن ((اتحاد طلبة المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا))، وهو أول كيان يجمع الشباب المنتمين إلى حركة الإخوان في أمريكا.
ويشير الموجز التاريخي لإنجازات الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة، والذي كان في 25 أكتوبر 1991 كورقة عمل داخلية مقدمة لمجلس شورى الجماعة في الولايات المتحدة إلى أنه في عام 1962، تم تأسيس اتحاد الطلاب المسلمين على يد مجموعة من الإخوان في أمريكا الشمالية، وتحولت لقاءات الإخوان إلى مؤتمرات ومخيمات لاتحاد الطلاب، وتأسست رابطة طلاب المسلمين في عام 1963.
وأول أفراد قدموا إلى الولايات المتحدة كانوا أيضًا يُصنَّفون من الإخوان التابعين لدولتهم الأصلية، فإذا جاء أخ مسلم من دولة ليس لها تجمع كبير في الولايات المتحدة ينصح بالانضام إلى أقرب حركة له، فعلى سبيل المثال كان يمكن للعراقي أن ينضم لإخوان الأردن والليبي لإخوان مصر، وهكذا.
مرت الجماعة بأشكال تنظيمية مختلفة، وأول هذه الأشكال كانت الإجتماعات الإقليمية، فكل حركة لها قيادة ومجموع هذه القيادات كون جماعات أو مايسمى المجلس التنسيقي الذي كانت تتم به اللقاءات وكانت القرارات الصادرة عن هذا المجلس غير ملزمة لأعضائه.
ولاحقًا تشكل بناء رسمي ووفقا للقانون الداخلي وأعلى منظمة في الجماعة هي المؤتمر التنظيمي وهو مشتق من مبادئ الإخوان فكل أسرة تنتخب فردًا أو اثنين حسب عددهم، بعد ذلك يأتي مجلس الشورى ثم المجلس التنفيذي، أثناء هذه المرحلة لم يكن إسم هذا التجمع مهمًا، ولكن ارتباطه باسم الإخوان كان بسبب الحجم الذي تتمتع به هذه الجماعة ولهذا السبب تم تبني اسم الإخوان المسلمين كأساس لهذا العمل، وكانت هناك محاولة لتغيير اسم جماعة الإخوان المسلمين إلى الحركة الإسلامية…. وبعد أقل من 15 عام على تكوين الاتحاد كان قد وصل عدد فروعه في الجامعات الأمريكية إلى 230فرعًا في 1975/1976…”، ثم استطرد الكاتب في ذكر شبكة علاقات الإخوان في مصر، والجسور بينها وبين أمريكا، إلى أن حقّق الجيش المصري النصر في حرب العاشر من رمضان على اليهود، إلى أن قال في (ص298): “وحقَّق العرب انتصارًا كبيرًا في أكتوبر 1973، ولعبت واشنطن أدورًا أساسية في عمليات التسوية التي بدأت بفض الإشتباك الأول، وإقصاء السوفيت خارج مسرح العمليات ..واستكمل التصور الأمريكي حلقاته ببناء تحالف <<السافانا>> الذي ضم مصر والسعودية والمغرب وباكستان مع الولايات المتحدة الأمريكية بهدف التصدي لحركة أية تنظيمات شيوعية في العالم الثالث…”.
ثم قال: “في عام 1976م، بدأت تظهر موجه جديدة في تاريخ تطور العمل الإسلامي في أمريكا، وذلك من خلال تكوين الكيانات التي تهتم بالمسلمين القادمين من البلدان الإسلامية فكان أول اتحاد يكون بغرض تجميع المسلمين من إحدى البلاد الإسلامية هو (إتحاد الماليزيين) وذلك باسم “جماعة الدراسات الإسلامية الماليزية”، ثم تلا ذلك في عام 1977م تكوين رابطة “الشباب المسلم العربي”، وذلك لخدمة وتجميع الشباب المسلم العربي .. وتوالت بعد ذلك الاتحادات الباكستانية والإيرانية وغيرها … وكان من أهم الأسباب التي دعت إلى ظهور مثل هذة الكيانات هو التواجد الضخم للطلبة المسلمين الوافدين من مختلف أنحاء المشرق الإسلامي…”.
قلت: وهذه الكيانات كلّها قامت على منهج حسن البنا وسيد قطب، وأثمرت شرًّا كثيرًا في البلاد الإسلامية التي رجع إليها مَن رجع من هؤلاء الذين رضعوا لبان الحزبية من هذه المنظمات الإخوانية بمساندة أمريكا.
وذكر الكاتب بعد ذلك تفاصيل تاريخ العلائق بين الإخوان وأمريكا بعد قيام ثورة الخميني الرافضية في إيران، ثم ما حدث بعد مقتل السادات، ثم ما حدث من القتال في أفغانستان، إلى أن وصل إلى المرحلة الأخيرة من العلاقات الإخوانية الأمريكية في عهد بوش فقال في (ص319): “لقاء الرئيس بوش: استعان الإخوان بجناح التنظيم الدولي في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن أبرزهم الدكتور حسان حتحوت (رئيس أكبر المنظمات الإسلامية بأمريكا)، حيث كان أول من أستقبل الرئيس الأمريكي جورج بوش بالمركز الإسلامي التابع لهم في العاصمة الأمريكية، عقب أحداث 11سبتمبر مباشرة، بوصفه ممثلاً عن مجلس التنسيق السياسي الإسلامي الأمريكي وعن مجلس الشئون العامة الإسلامي وجهت الجماعة من خلال حتحوت رسالة إلى الإدارة الأمريكية تؤكد فيها قدرتها على تقديم العون الجيد لواشنطن في إطار امتصاص غضب الشباب المسلم، وتحويله إلى نشاط إيجابي بعيدًا عن سلبية الجماعات المتطرفة، شريطة أن تدعم أمريكا الجماعة في مواجهة تلك الحكومات الدكتاتورية ـ على حد توصيفهم ـ .
واستمرت اللقاءات في الانعقاد، ولكن بشكل سري، حتى كان احتلال العراق، الذي أمر خلاله المرشد العام السابع للجماعة محمد مهدي عاكف (المنسق السابق للعلاقة مع الأمريكان)، جناح التنظيم الدولي في العراق (الحزب الإسلامي العراقي بقيادة محسن عبد الحميد والاتحاد الإسلامي الكردستاني بقيادة صلاح الدين بهاء الدين)، بالتعاون مع الحاكم الأمريكي ـ آنذاك ـ بول بريمر، والمشاركة في الحكومة الإنتقالية التي شكلها عقب سقوط النظام العراقي مباشرة…”.اهـ
وجاء في كتاب “مخابرات الجماعة: أسرار اتصالات الإخوان المسلمين بالـ C.I.A الأمريكية، والـ M16 البريطانية والجستابو الألماني” (ص5) أن هناك خمسة من نواب الكونجرس الأمريكي تقدموا ببلاغ لنائب المفتش العام بوزارة الخارجية الأمريكية ووزارتي الأمن الداخلي ومكتب مدير المخابرات الأمريكية للتحقيق في اختراق جماعة الإخوان البيت الأبيض، وذكرت العضوة ميشيل باكمان أن مها عابدين –مديرة مكتب وزيرة الخارجية الأمريكية: هيلاري كلينتون- تمكنت من توفير التواصل بين جماعة الإخوان وهيلاري كلينتون.
وشمل الكتاب ذكر بعض صور استخدام المخابرات الأمريكية والبريطانية لحزب الإخوان منذ نشأته إلى وقتنا في تحقيق مصالح لهم في البلاد الإسلامية، ومن هذا استخدامهم في إحداث الاغتيالات التي تخدم أهدافهم، وأشار إلى تعاون حزب الإخوان مع جماعة “مريدي الله” الرافضية الشيعية في إيران في فترة سابقة.
وليس خافيًا المنظمات والشركات الإخوانية في أمريكا وأوربا، وأن أغلب رموز التكفيريين القطبيين لم يجدوا مأوى لهم إلا في أمريكا، فهذا صلاح الصاوي ومحمد سرور … إلخ، عندهم المراكز والجامعات والمؤسسات الدعوية في بريطانيا وأمريكا.
وهذا يوسف ندا مفوض العلاقات الدولية لحزب الإخوان ومؤسس بنك التقوى، وكثير من رموز الإخوان الهاربين تمكنوا من إنشاء مراكز إخوانية في كل بلد كافر نزلوه ليس لنشر الإسلام كتابًا وسنة، إنما للترسيخ لمنهج الإخوان الخارجي الصوفي الماسوني بمباركة دول الكفر؛ لمسخ الإسلام والمسلمين.
وهكذا ظلَّت العلاقات بين الإخوان والأمريكان تتطور، وفي كلّ مرحلة يستخدم الأمريكان الإخوان أيّما استخدام لتنفيذ مخطّطات لهم في البلاد الإسلامية، ومن ثَمَّ احتضنوهم في أمريكا إلى أن واتت الفرصة في الأحداث الأخيرة للإخوان للوصول لتحقيق حلمهم الأكبر باقتناص السلطة في الدولة المصرية ليس لتطبيق الإسلام كما يظنّ الجهلة، إنما لإقامة دولتهم الحزبية الماسونية الموالية لليهود وأمريكا والروافض في إيران.
وكما كانت العلائق المريبة القائمة على الخيانة والغدر بين الإخوان والأمريكان والدوائر الماسونية، كذلك كانت علائق الإخوان مع الروافض في إيران وغيرها.
ويرجع إلى كتابي “كشف العلاقة المريبة بين الإخوان والشيعة الرافضة” ففيه مزيد من الحقائق على خيانات حزب الإخوان وتواطؤه مع الروافض الباطنية والماسونية العالمية ضد بلاد الإسلام من أجل إقامة دولته على حسب العقيدة وعلى حساب دماء المسلمين سالكين مسالك الخوارج ومسالك الثوّار في أوربا وأمريكا.• ثانيًا: بالفعل تحطم جزء كبير من المخطط الأمريكي الصهيوني لتقسيم البلاد الإسلامية بسقوط حزب الإخوان في مصر، فهذا لا يماري فيه أحد يفقه واقع هذه الأحداث.
استوقفتني عباراتان وأنا أقرأ في المذكرات المنشورة “خيارات صعبة”، وهما قول هيلاري:
قالت عند بداية أحداث ثورة يناير 2011 في مصر (ص332): “كانت جماعة الإخوان المسلمين –المنظمة الإسلامية التي تأسست قبل ثمانين عامًا- في موقع جيد يمكنّها من ملء الفراغ إذا سقط النظام، أجبر مبارك الإخوان المسلمين على العمل سرًّا، وانتشر أتباعهم في أرجاء البلاد، وكانوا ذوي نفوذ محكمي التنظيم …إلخ”.
وقالت بعد سقوط مبارك (ص336): “زرت القاهرة بعد حوالي شهر ومشيت في ميدان التحرير على الرغم من قلق فريقي الأمني الذي لم يعرف ما الذي يمكن أن يحدث إذ كانت الأوضاع مبهمة، وحين احتشد المصريون حولي، تلقينا رسالة كرم وحسن ضيافة “نشكركم لحضوركم”، قال البعض –فيما صاح آخرون-: “أهلاً بكم في مصر الجديدة! وقد شعروا بالفخر لنجاح ثورتهم”.
قلت: وهذا فيه ما فيه من مكر هؤلاء الكافرين مع استخدام قناع الصديق العادل، لكن مكرهم مفضوح عند أولي الألباب.
• ثالثًا: هناك مقطع مشهور منشور على اليوتيوب لمشهد المعتصمين في رابعة العدوية، وقد خطب فيهم إخواني باللُّغة الإنجليزية، يبشرهم فيها بقدوم الإسطول الأمريكي على الحدود المصرية؛ لتحرير مصر من الجيش المصري، وبالتالي إعادة مرسي والإخوان إلى الحكم، وقد كبَّر وهلَّل هؤلاء المغرَّر بهم فرحين بقدوم الكفَّار لاحتلال ديارهم، كما صنع الشيعة الرافضة في العراق حين دخول الجيش الأمريكي.
فمن الذي منع الإسطول الأمريكي من إمكانية إحداث أي تدخل في الدولة المصرية؛ لإحداث الفوضى، إنما هو الجيش المصري الأبي الذي يُتَّهم من قبل هؤلاء الخوارج أنه عميل لليهود.
ولو سلّمنا جدلاً أن الإسطول الأمريكي لم يكن عازمًا على اقتحام مصر كما صنع في العراق؛ لأنهم ليسوا بهذه السذاجة، حيث يعلمون احتياج هذا الأمر إلى إعدادت هائلة مسبقة، لكن أقل ما يقال إنهم كانوا يتشوّفون إحداث الفوضى كمرحلة أولى، تمكنهم بعد ذلك من التدخل العسكري إذا تيّقنوا من سقوط قادة الجيش المصري، وتفكيك فصائله على يد أعوانهم من خونة الإخوان والليبراليين والعلمانيين.
وهذا الموقف الإخواني الخبيث يذكّرني بموقف الحويثيين الروافض في اليمن، حيث كانوا بعد أي عملية من عملياتهم الدنيئة لتدمير اليمن من أجل إحكام القبضة عليها لحساب إيران الفارسية الرافضية، يرفعون شعار: “الموت لإسرائيل.. الموت لأمريكا !!”، رغم أنهم قد استخدموا –في الغالب- أسلحة أمريكية لقتل المسلمين في اليمن!
وهذه مقتطفات من كتاب “يوميات عن إجهاض الإخوان ثورة 25 يناير واسترداد ثورة 30 يونيو للوطن” لكاتبه د. أحمد القصير (ص148-151)، وهو يعتبر تأريخًا لأحداث هذه الأيام مِمَّا كان منشورًا في كافة وسائل الإعلام، وقد حفظه هذا الكاتب في هذه الكتاب، بغض النظر عن حال هذا الباحث حيث إن ما ذكره صحته ثابتة من عدة طرق، وفي هذه اليوميات يظهر لنا علامات خيانة حزب الإخوان وتواطؤه مع اليهود وأمريكا:
“9 نوفمبر2012: أنصار مرسي لا يؤتمنون على الوطن: أنصار مرسي الذين رفعوا أعلام دول أجنبية لا يؤتمنون على الوطن”.
12 نوفمبر2012: “رفع أعلام أجنبية بميدان التحرير إزدراء للوطن ..مرسي مسئول عن أفعال إخوانه وأتباعه المهينه لبلادنا”.
17 نوفمبر2012 : كلام مرسي عن غزة مجرد تمويه:
“كلام مرسي عن غزة جاء للتمويه، ولن يصدق أحد هتاف أتباعه خيبر خيبر يا يهود .. قنديل ذهب لغزة وطلب إيقاف الصواريح، وكل مواقف الإخوان استعراضية ومحاولة متهافته لإلهاء الرأي العام، ولن يتخلوا عن التزاماتهم لأمريكا وإسرائيل أرادت إسرائيل تحقيق أكثر من هدف بعدوانها على غزة ومن أهمها إحراج مرسي وإظهار الإخوان على حقيقتهم أي بمظهر المستكين حقًّا للإملاءات الإسرائيلية ..ومن بين أهداف إسرائيل أيضا خلق أوضاع على الأرض تساعد على تحقيق خطتها لتوطين فلسطين في سيناء .. وهي خطة تجد هوًى وأطماع منظمة حماس ومساعدة الإخوان في مصر ومباركة قطر الوكيل التنفيذ للمؤتمرات الإسرائيلية الأمريكية.
21 نوفمبر2012: مرسي ينفذ طلبات إسرائيل وأمريكا:
“مرسي وحماس نفذوا طلبات إسرائيل وأمريكا، مصر ستعمل على منع وصول أسلحة إلى غزة، وحماس ستقمع منظمات المقاومة، أي ستقوم بدور الشرطة لحساب إسرائيل وتمنع إطلاق الصواريخ اتفاق خزي برعاية مصرية أمريكية.
وما خفي أكثر خطورةً!! جماعة الإخوان المسلمين لا يهمها القضايا الوطنية، وإنما رضا أمريكا لأكثر من سبب”.
قلت: أنبه أولاً على عدم صحة تسمية دولة اليهود بدولة “إسرائيل”؛ حيث إن “إسرائيل” هو نبي الله يعقوب عليه السلام، وهو برئ من اليهود ومن انتسابهم إليه، وهم يحبون الانتساب إليه؛ كي يُظَنّ أنهم أتباع للأنبياء، وهم قَتَلة الأنبياء، وهذا كحال النصارى الذين يحبون الانتساب إلى المسيح عليه السلام، بأن يقال عنهم: “مسيحيون”.
وشيخنا العلامة ربيع بن هادي حفظه الله له مقال نافع في “حكم تسمية دولة اليهود بإسرائيل”، فليُرجَع إليه.
والإخوان –كغيرهم من السياسيين- ينادون كلا الطائفتين بما يحبون أن يُنادوا به مداهنة لهم.
وأنبه ثانيًا على أن الإصلاح للدولة لن يتم أبدًا عن طريق الثورات والمظاهرات التي كادت أن تهلك البلاد والعباد، والتي لا يجني المسلمون من ورائها إلا التخريب والإهدار للأموال والدماء، فلا نفرح بأي ثورة مهما كانت أهدافها !!
• رابعًا: ما جاء في هذه المذكرات: ” كنا على اتفاق مع إخوان مصر على إعلان الدولة الإسلامية فى سيناء وإعطائها لحماس وجزء لإسرائيل لحمايتها وانضمام حلايب وشلاتين إلى السودان وفتح الحدود مع ليبيا من ناحيه السلوم…”.
قلت: هذا هو المخطط اليهودي الأمريكي الهدف منه تقسيم مصر إلى أربع دويلات صغيرة، كشف عن هذا د. حامد ربيع رحمه الله -الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية- في بحث نشرته جريدة الوفد المصرية في الثمانينات، (المصدر : مجلة كيفونيم , القدس ، العدد 14 فبراير / 1982 ص 49ـ59 )، ومفاده تقسيم مصر إلى دولة قطبية، وثانية إسلامية، وثالثة يهودية، ورابعة نوبية، على النحو التالي:
1- دويلة قبطية ممتدة من جنوب بني سويف في جنوب أسيوط بامتداد غربي يضم الفيوم وبخط صحراوي طويل يربط هذه المنطقة بالأسكندرية التي يعتبرها هذا المخطط عاصمة للدويلة القبطية.
2- دويلة النوبة الممتدة من صعيد مصر حتى دنقلة من شمال السودان، وعاصمتها أسوان.
3- دويلة إسلامية، والتي تضم المنطقة من ترعة الإسماعيلية والدلتا حتى حدودها على الدويلة القبطية غربًا ودويلة النوبة جنوبًا.
4- دويلة يهودية.
وهذا التقسيم متوافق مع مخطط “برنارد لويس” اليهودي الذي أعلنه أمام الكونجرس الأميركي، ويشبه إلى حدٍّ ما مخطط “سايكس بيكو” الذي تم تنفيذه منذ مائة عام في تفكيك دول الخلافة العثمانية وتوزيعها على أمريكا والدولة الأروبية الحليفة لها.
وصدق الله عز وجل في قوله: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}.
قال الشيخ السعدي في تفسيره (ص427): ” {وَقَدْ مَكَرُوا} أي: المكذبون للرسل {مَكْرَهُمْ} الذي وصلت إراداتُهم وقُدَرُهُم عليه، {وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ} أي: هو محيط به علمًا وقدرة فإنه عاد مكرهم عليهم {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله}
{وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} أي: ولقد كان مكر الكفار المكذبين للرسل بالحق وبمن جاء به -من عظمه- لتزول الجبال الراسيات بسببه عن أماكنها، أي: {مكروا مكرا كبارا} لا يقادر قدره ولكن الله رد كيدهم في نحورهم.
ويدخل في هذا كل من مكر من المخالفين للرسل لينصر باطلاً أو يبطل حقًّا، والقصد أن مكرهم لم يغن عنهم شيئا، ولم يضروا الله شيئا وإنما ضروا أنفسهم”.
وإن كنا على يقين من عدم قدرة الكفّار على استئصال شأفة هذه الأمة، كما في الحديث الذي أخرجه مسلم (2890) من حديث ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بعَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بعَامَّةٍ، وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا”، وفي حديث سعد بعده: “وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا”.
• خامسًا: جاء في حيثيات الحكم فى قضية تخابر محمد مرسي وحزب الإخوان مع قطر المنشورة بجريدة الأهرام المصرية الرسمية عدد الأحد 12 من شوال 1437 هــ 17 يوليو 2016 السنة 140 العدد 47340 ما يلي: “وواصلت الحيثيات أن المتهم محمد مرسى أثناء شغله لمنصب رئيس الجمهورية فى أوائل شهر يوليو عام 2012 طلب من اللواء نجيب عبد السلام قائد قوات الحرس الجمهورى معلومات تتعلق بالقوات المسلحة، فأعد له عدة وثائق ورسوم وخرائط عسكرية تحوى معلومات عن القوات المسلحة وتشكيلاتها وتحركاتها وعتادها وتموينها وأفرادها وتمس الشئون العسكرية والاستراتيجية، وتعد من أسرار الدفاع التى يجب لمصلحة الدفاع عن البلاد ألا يعلم بها إلا من يناط بهم حفظها أو استعمالها والتى يجب أن تبقى سرا وقد تم إعداد تلك الوثائق بمعرفة إدارة استطلاع الحرس الجمهورى وعرضت عليه باعتباره رئيسًا للجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، فاحتفظ بها لنفسه، ولم يقم بإعادتها على الرغم من طلبها منه عدة مرات بمعرفة اللواء نجيب عبد السلام، وتغيرت نيته فى حيازتها وتصرف فيها باعتباره مالكًا لها واحتفظ بها مع علمه بمدى خطورة تلك الوثائق والمستندات، وأنها تمس الأمن القومى للبلاد….
وقال اللواء محمد فريد حجازى الأمين العام لوزارة الدفاع عند عرض المحكمة الوثائق المضبوطة مع المتهمين عليه أنها على درجة عالية من السرية وتؤثر على الأمن القومى لكونها تحتوى على حجم القوات المسلحة المصرية، واسترسل مقررًا أن المعلومات التى حوتها تلك الوثائق المضبوطة لا يعلمها العديد من كبار قادة القوات المسلحة، وأن أجهزة مخابرات دول معادية تبذل جهد سنوات للوصول إلى بعض من هذه المعلومات، وأنهى أقواله أن القوات المسلحة كانت تتعامل مع محمد مرسى بصفته رئيسًا للجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة ومن ثم كانت تستجيب لطلباته…
وشهد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق أنه تم إخطاره بواقعة وجود المستندات خارج مقر الرئاسة فى شهر مارس 2014 فوجه باِتخاذ الإجراءات القانونية ثم أبلغه جهاز الأمن الوطنى أنه تم ضبط المتهمين والمستندات والوثائق التى تتبع جهات سيادية فى الدولة لدى المتهم محمد عادل كيلانى فى مسكنه، وتبين أنها مستندات تخص القوات المسلحة والأمن الوطنى وعلى جانب كبير من الأهمية والسرية تم تسريبها من داخل مقر رئاسة الجمهورية فى أعقاب30/6/2013 للإضرار بمصالح البلاد وكان ذلك تنفيذًا للمخطط الإجرامى الذى أعده المتهمون، وأن تلك المعلومات كان يجرى تسريبها إلى قطر، وتمت إذاعة أحد التقارير عبر قناة الجزيرة الفضائية، ومن بين ماتم ضبطه مستندات تم سرقتها من مقار أمن الدولة (الأمن الوطنى حاليًا) إبان 25 يناير بمعرفة مجموعات مختلفة الانتماءات دخلت المقرات الأمنية واستولت على المستندات ومنها جماعة الإخوان، 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين، وكانوا يتفاخرون بهذا ويتم عرضها عبر الانترنت، وأنه علم أثناء توليه وزارة الداخلية أن جماعة الإخوان لديها تخطيط سرى غير مُعلن لتعطيل عمل بعض مؤسسات الدولة والتأثير عليها لمنع أدائها لأعمالها كما فعلوا بشأن تعطيل المحكمة الدستورية العليا ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى والاعتداء على مقر الأمن الوطنى بمدينة نصر ورفع علم تنظيم القاعدة عليه، وعندما كان يقوم بعرض تلك الأمور على محمد مرسى بصفته رئيس الجمهورية آنذاك لم تكن تظهر عليه علامات الاستياء…”.
قلت: وخيانة حزب الإخوان لهذه الأمّة قديمة، وقد سطرها بعض الإخوان أنفسهم فيما سوّدوه ببنانهم.
وبلا شك تعرض الدولة المصرية لهذا الغثاء من خيانات الإخوان وغيرهم من أسبابه الرئيسة وجود الخلل العقدي في البلاد من مظاهر الشرك المتمثلة في الأضرحة التي يعبد أصحابها من دون الله عز جل، بجانب تفشي القوانين الوضعية ، وعدم اعتماد الكتاب والسنة النبوية أساسًا للتشريعات، بجانب تفشي صور المعاصي والفواحش في المجتمع.
لكن إصلاح هذا المجتمع لن يكون أبدًا بخيانته واستحلال دماء المسلمين ومعصومي الدماء فيه، كما هي طريقة الخونة من حزب الإخوان والأحزاب الليبرالية.• سادسًا: معلوم أن حزب الإخوان منذ حسن البنا إلى وقتنا هذا يقررون أنهم لا يعادون اليهود عقائديًّا، مترسمين في ذلك خطى الماسونية العالمية التي تشرّبوها من جمال الدين الأفغاني.
قال حسن البنا كما في كتاب “الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ” (1/409-410) أمام لجنة التحقيق البريطانية الأمريكية: “فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست خصومة دينية؛ لأن القرآن حض على مصافاتهم ومصادقتهم والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقًا”. اهـ
قلت: وهذه إحدى كذبات حسن البنا على القرآن وشريعة الإسلام.
وقال القرضاوي في حديث نشر في جريدة الراية القطرية العدد (4696): “إننا لا نقاتل اليهود من أجل العقيدة وإنما نقاتلهم من أجل الأرض”.
وقد صرَّح أيضًا صلاح شحادة -وهو القائد العسكري العام لكتائب القسام- بهذه العقيدة الفاسدة فقال: “فنحن نعمل وفق مبادئ جهادية نلتزم بها وشعارنا: إننا لا نقاتل اليهود لأنهم يهود، وإنما نقاتلهم لأنهم محتلون لأرضنا، ولا نقاتلهم لعقيدتهم، وإنما نقاتلهم لأنهم اغتصبوا أرضنا….÷.
انظر (فلسطين – الجيل للصحافة 29/05/2002 وانظر (موقع الإخوان المسلمين: إخوان أون لاين بعنوان: صلاح شحادة.. القائد الرباني والشهيد الحي).
وقال مرسي في الخطاب الذي أرسله إلى رئيس الدولة اليهودية: “صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل عزيزي وصديقي العظيم.. لما لي من شديد الرغبة في أن أطوِّر علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا قد اخترت السيد السفير .. ليكون سفيرًا فوق العادة”
وقال مرسي: لا خلاف بين العقيدة الإسلامية والعقيدة المسيحية وإن الخلاف ديناميكي خلاف آليات ووسائل مش خلاف عقائدي.. لا يمكن أن يكون عقائدي”.
وكذلك هم لا يرون الروافض أعداء للمسلمين، بل هم والروافض شيء واحد.
وقد جاء خالد مشعل عند قبر الـخميني ووضع عليه زهورًا، ثم قال: “إن الـخميني هو الأب الروحي لدعوتنا”.
وقال: “وإذا تعرضت إيران للهجوم فإن من مسؤوليتنا الدفاع عنها رغم أن عملياتنا في الوقت الحاضر داخل الأراضي الفلسطينية لإنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين”.
واعلم أنه لو صحّ ما ادعته صفحة “جودة” الإخوانية من كون المخابرات المصرية هي مصدر هذا الكلام المنسوب إلى هيلاري كلينتون بعنوان: “كلمة السر 360″، فإن هذا من المكر الحسن الذي أقرته الشريعة في خداع العدو.

وقد بوَّب البخاري في صحيحه عدة أبواب في كتاب الجهاد تتعلَّق بمسألة الخدعة في الحرب، وهي: (باب الحرب خدعة)، و(باب الكذب في الحرب)، و(باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من يخشى معرته).
وأخرج البخاري (3029)، ومسلم (1740) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «سَمَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحَرْبَ خَدْعَةً»، وجاء أيضًا من حديث علي وجابر رضي الله عنهما.
وأخرج البخاري (2948)، ومسلم (2769) من حديث كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَلَّمَا يُرِيدُ غَزْوَةً يَغْزُوهَا إِلَّا وَرَّى بِغَيْرِهَا».
وأخرج مسلم (2605) من حديث ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ، اللَّاتِي بَايَعْنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَقُولُ: «لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِي خَيْرًا» قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: الْحَرْبُ، وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا.
قال النووي في شرحه على مسلم (12/45): “وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ خِدَاعِ الْكُفَّارِ فِي الْحَرْبِ وَكَيْفَ أَمْكَنَ الْخِدَاعُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِيهِ نَقْضُ عَهْدٍ أَوْ أَمَانٍ فَلَا يَحِلُّ”.
وقال أبو زكريا أحمد بن إبراهيم الدمياطي (ت 814 هـ) في كتابه “مشارع الأشواق الى مصارع العشاق ومثير الغرام إلى دار السلام في الجهاد وفضله” (ص1075): “وأهم ما ينبغي لصاحب الجيش قبل القتال أن يبث الجواسيس الثقات عنده في عسكر عدوه ليتعرف أخبارهم مع الساعات… ويخدعهم بما تميل إليه طباعهم إن أمكنه ذلك ليغدروا بصاحبهم أو يعتزلوه وقت القتال ويخذلوه، وينشئ على ألسنة كبرائهم وبطارقتهم وقسوسهم كتبًا مزورة إليه ويظهرها في عسكره لتقوى بها القلوب وتنطق بمضمونها الألسنة ويتسع فيها الكلام فلا بد وأن يبلغ العدو ذلك فيوغر قلبه على أصحابه وجنده ويخاف أن يكون ذلك حقًّا، وإن كان يعلم أن ذلك كذب فلا بد وأن يؤثر في قلبه أثرًا”.
وقال محمد بن أحمد السرخسي في شرحه على كتاب السير الكبير (1/119): “وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَا بَأْسَ لِلْمُجَاهِدِ أَنْ يُخَادِعَ قِرْنَهُ فِي حَالَةِ الْقِتَالِ، وَأَنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ غَدْرًا مِنْه وَأَخَذَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ بِالظَّاهِرِ فَقَالُوا: يُرَخَّصُ فِي الْكَذِبِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ، وَاسْتَدَلُّوا بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: «لَا يَصْلُحُ الْكَذِبُ إلَّا فِي ثَلَاثٍ: فِي الصُّلْحِ بَيْنَ اثْنَيْنِ، وَفِي الْقِتَالِ، وَفِي إرْضَاءِ الرَّجُلِ أَهْلَهُ» . وَالْمَذْهَبُ عِنْدَنَا أَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ الْكَذِبَ الْمَحْضَ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا رُخْصَةَ فِيهِ وَإِنَّمَا الْمُرَادُ اسْتِعْمَالُ الْمَعَارِيضِ… وهو أن يكلم من يبارزه بشئ وليس الأمر كذلك كما قال، ولكنه يُضمر خلاف ما يُظهره له… وَكَانَ مِنْ الْخَدْعَةِ أَنْ يَقُولَ لِأَصْحَابِهِ قَوْلًا لِيَرَى مَنْ سَمِعَهُ أَنَّ فِيهِ ظَفَرًا أَوْ أَنَّ فِيهِ أَمْرًا يُقَوِّي أَصْحَابَهُ”.
قلت: فلو صحّ أن نشر هذا الخبر كان من صنيع المخابرات المصرية فهذا يدخل في هذا الباب من أبواب الجهاد، وينطبق على صنيعهم ما قاله الدمياطي والسرخسي والنووي، فإنما فعلوا ذلك –لو صحّ- تقوية لعزيمة جنود الجيش وإظهارًا لقوة الجيش، كما قال السرخسي: ” لِيَرَى مَنْ سَمِعَهُ أَنَّ فِيهِ ظَفَرًا أَوْ أَنَّ فِيهِ أَمْرًا يُقَوِّي أَصْحَابَهُ”.
وانتشار الخبر عبر مواقع التواصل حقّق المصلحة الشرعية التي أشار إليها الدمياطي بذكره إرسال الكتب المزورة إلى العدو وأن يظهرها في عسكره لتقوى بها القلوب وتنطق بمضمونها الألسنة ويتسع فيها الكلام، وهذا الذي حدث في نشر كلام هيلاري كلينتون.
واعلم أن تواطؤ الخوارج مع اليهود وأمريكا ليس مستغربًا؛ حيث إن آخرهم يخرج مع المسيح الدجال، كما أخبر بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واعلم أيضًا أن كلّ ما سبق إنما هو من مكر وكيد الكافرين الممتد عبر القرون ضد الإسلام، فليس شيئًا وليد الوقت، بل هي سنة الله في الصراع بين الكفر والإيمان إلى أن تقوم الساعة.
وقد قال الله عز وجل في محكم كتابه: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.
وقال سبحانه: {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا} [نُوحٍ: 22]
قال الإمام ابن كثير في تفسيره (4/566): “أَيِ: احْتَالُوا فِي إِضْلَالِ النَّاسِ بِكُلِّ حِيلَةٍ وَأَمَالُوهُمْ إِلَى شِرْكِهِمْ بِكُلِّ وَسِيلَةٍ، كَمَا يَقُولُ لَهُمْ أَتْبَاعُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا}”.
وقال السعدي: “{وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا} أي: “مكرًا كبيرًا بليغًا في معاندة الحق”.
وصلى الله على مـحمد وآله وسلم
وكتب
أبو عبد الأعلى
خالد بن محمد بن عثمان المصري
ليلة السبت 12 من صفر 1438 هـ